تعديل

الجمعة، 28 سبتمبر 2012

قوله تعالى "يا أيها النمل أدخلوا مساكنكم"

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 



الحمد لله الذي سخر العلم الحديث لخدمة هذا الدين فكلما غاص الباحثون في دراساتهم لفهم أسرار هذا الكون وجدنا آية كريمة في كتاب الله تلخص نتائج أبحاثهم ليتعزز إيماننا لأن المنطق والعلم لا يتعارضان مع القرآن العظيم .

ولا يعيب الاسلام أن يقوم غير المسلمين بهذه الابحاث في حين أننا نحن المسلمين نكتفي فقط بالاستشهاد بأبحاث غير المسلمين فالعيب فينا وليس في ديننا.

غير أنه وللاسف هناك عدد من المسلمين الذين صاروا يبدون إعراضا عما يتعلق بالاعجاز القرآني غير معتبرين أن هذا الاعجاز هو من آيات كتاب الله، وأن إنكاره او الاعراض عنه قد يدخلهم في طائفة من يعرضون عن آيات الله أو ينكرونها

قال تعالى في سورة يوسف: وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105)
كما أن الاعجاز القرآني يغيظ أعداء الاسلام من النصارى وغيرهم الذين يحاولون جاهدين الطعن فيما يكتشف من حين لآخر لربما حسدا منهم، فعلينا نحن المسلمين ألا نكون ظهيرا لهم وألا نقف معهم نفس الموقف

و هذه الاكتشافات هي أسرار و آيات من آياته تعالى أودعها الله في خلقه وجعل لها وقتا معلوما لتظهر فيه مصداقا لقوله تعالى:

سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
(53) فُصلت
ولربما هي حكمة المولى عز وجل في أن يرينا آياته المكنوزة في كتابه الكريم على مراحل زمنية حتى يتجدد إيمان الاجيال المتعاقبة كلٌ حسب إهتماماته وقدراته على الفهم والاستيعاب.


وهذا الموضوع هو عن اعجاز القرآن في قوله تعالى
" حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (18)" سورة النمل
وبداية أود أن أنبه أنه لا توجد أي محاولة أو نية من طرفي لتفسير القرآن أو الادلاء برأي فيه
وكل ما في الامر أني أسوق شواهد علمية وأبحاث صرفت عليها الملايين خدمة للقارئ العربي الذي حجبت عنه هذه المعلومات بكم هائل من الاخبار والموضوعات الرديئة والمنحطة أحيانا.
وفي نفس الوقت فشبابنا يتعرض لتيارات عديدة ومتنوعة الاتجاهات تحاول طمس ثقافته وإبعاده عن دينه.

صحيح أن الاعجاز القرآني لا ينضب
وما علينا سوى التدبر والبحث والدراسة
في هذا الموضوع سنركز على كلمة واحدة وردت في هذه الاية الكريمة ألا وهي كلمة "مساكنكم" فعندما تناول القرآن العظيم النحل وصف محل إقامتها بالبيوت
" وإذ أوحى ربك للنحل أن إتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون"
وعندما تحدث عن العناكب وصف مقرها أيضا بالبيت
"و إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون"




وهذه الحشرات الثلاث هي التي تعيش في مقرات معيشة ثابتة
وأما الحشرات الاخرى المذكورة في القرآن فلم يذكر لها بيتا أو سكنا لأنها هي كذلك لا تتخذ بيتا
مثل الذباب والبعوض والجراد والقمل
و النمل أمره عجيب ومقر سكناه هو بالفعل مسكن وليس بيت
والفرق بين البيت والمسكن أن المسكن يقسم داخليا إلى حجرات وممرات
بينما البيت هو عبارة عن مساحة واحدة مخصصة للعيش
وخير مثال على ذلك ما يسميه البادية بيوت الشعر وهي عبارة عن خيام وما هي سوى مساحة واحدة مغطاة
وأما المساكن فكما نعلم جميعا فإنها تنقسم إلى غرف وحجرات مخصصة لاغراض محددة وممرات
في الصورة المنشورة في بداية الموضوع نشاهد مجسما لمساكن النمل من عمل الدكتور "ولتر تشينكيل" من جامعة فلوريدا
قام بصنعه عن طريق حقن سائل العاج الذي تصنع منه الاسنان الاصطناعية داخل حفرة النمل
هذا المسكن قامت ببنائه حوالي 5000 نملة وأخرجت منه ما يقارب ال20 كيلو جراما من التربة خلال مدة أربعة إلى خمسة أيام
ويقول هذا العالم أنه مندهش من طريقة بناء هذه المساكن وتوزيع النمل خلالها
فصغار النمل تسكن بالاسفل بالقرب من الملكة
بينما تسكن كبار النمل ذات الخبرة الطويلة في الحجرات العلوية القريبة من السطح لتتصرف كحرس للبقية .
ويتعجب كيف أن مستعمرات مختلفة من نفس فصيلة النمل تبني مساكن متطابقة في التصميم
فسبحان الخالق المبدع
 

و قد أعد الدكتور "ولتر تشينيكل" بحثا نشره بدورية "علم الحشرات" Journal of Insect Science
The nest architecture of the Florida harvester ant, Pogonomyrmex badius
ونكتفى هنا بذكر مجمل الموضوع إلا أن هناك الكثير من التفاصيل الشيقة لمن أراد أن يتعمق ، من بينها زاوية ميل الممرات والفرق بين أحجام الغرف العلوية والسفلية وإرتفاع أسقفها
والبحث ليس بقديم بل هو حديث نسبيا وتاريخه هو 2-7-2004

وسبحان من قال "أدخلوا مساكنكم" ولم يقل ادخلوا بيوتكم أو أعشاشكم
لأنها هي مساكن بكل معنى الكلمة
ولا يخفى على كثير ممن يتابع مواضيع الاعجاز القرآني أن هذه الآية الكريمة حوت على موضوع آخر ورد في كلمة "يحطمنكم"
إلا أننا هنا سنحصر موضوعنا عن مساكن النمل فقط
والجملة الكاملة الواردة في الآية الكريمة تطلب من النمل الدخول إلى مساكنهم من أجل أن تحميهم هذه المساكن من وطء أقدام الجنود وسنابك الخيل
وهذا يتطلب منا وقفة أخرى
فالآية الكريمة لم تقل مسكنكم بصيغة المفرد بل وردت بصيغة الجمع دلالة على أن خلف هذه الحفرة التي نراها بالارض توجد مجموعة من المساكن كما نرى في الصورة
ومن ناحية هندسية فإن تصميم مساكن النمل على هيئة حجرات أو غرف صغيرة يجعلها قادرة على الصمود للضغط المفروض عليها من أعلى
فتصوروا معي أن جيشا كاملا مر على مجموعة من المساكن كالتي نراها في الصورة وبهذا العمق الكبير داخل الارض
فحتما ستتحطم الفتحة الخارجية وتتهدم ، ولكن الغرف السفلية التي بها الطعام المخزن والملكة وبقية النمل لن يتأثر .
فسبحان الخالق المبدع الذي أوحي لهذا المخلوق أن يبني مساكنه بهذه الطريقة الفريدة

وهناك كلمة أخرى وردت في هذه الآية تستوجب منا إشارة لها ألا وهي كلمة "واد"
عليكم أن تتصوروا كيف أن ما تعرضنا له هو مجرد شارع واحد في مدينة كبيرة مثل مدينة طوكيو
لأن الآية الكريمة تذكر أن الجيش أتى على "واد النمل"
هناك لحظات تمر على الانسان يحس فيها بحجمه الصغير كطفل يلعب بأصداف بحرية بشاطئ طويل لا يرى له نهاية
فسبحان الله الخالق المبدع
وفي مكان آخر في أفريقيا قام فريق آخر بعمل مماثل ولكن عن طريق ضخ الاسمنت في حفرة النمل
ثم أزال الطين المحيط بمساكن النمل لتظهر معالم مدينة تحت الارض
 
 

وحري بنا أن نلاحظ أن حجرات النمل هذه محفورة بشكل متقابل أي أنها ليست على إمتداد واحد بمعنى أنه لو إنهارت واحدة فلن تنهار على التي تحتها
وهذا مما يزيد من متانة هذه المساكن وقدرتها على تحمل ضغط المارين من فوقها ولو كان جيشا كجيش سيدنا سليمان عليه السلام
ولكن ما ذا لو أن الآية الكريمة قالت بيتكم أو بيوتكم بدلا من مساكنكم
تصوروا لو أن النمل قام بحفر غرفة واحدة كبيرة على شكل بيت واحد وعاشوا فيه جميعا
ذلك البيت سينهار ولن يستطيع أن يصمد تحت ضغط المارة من فوقه ، وسيموت النمل جميعا لأنهم يعيشون جميعا في بيت واحد
وهناك نوع من النمل الابيض الذي يعيش في أفريقيا والذي يشيد قصورا ضخمة على سطح الارض وليس تحت التراب




فسبحان الخالق المبدع
و طوبى لمن تدبر القرآن وفهم ما تيسر له من أسراره


أسأل الله تعالى أن يلهمنا التدبر في كتابه العظيم

وأن يجمعنا على حوض رسوله الكريم

وأن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 


 

بوصلة القرآن

إعجاز باهر يبين أن آيات تغيير القبلة تشير إليها بدقة متناهية



بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



الحمد لله الذي سخر العلم الحديث لخدمة هذا الدين فكلما غاص الباحثون في دراساتهم لفهم أسرار هذا الكون وجدنا آية كريمة في كتاب الله تلخص نتائج أبحاثهم ليتعزز إيماننا لأن المنطق والعلم لا يتعارضان مع القرآن العظيم .

وكلما إنبرهنا بتقدم علمي ومجدناه نكتشف أن القرآن العظيم قد سبقنا إلى الاشارة إليه قبل أكثر من 1400 سنة

ولا يعيب الاسلام أن يقوم غير المسلمين بهذه الابحاث أو أن يكون مصدر التقدم العلمي من غير المسلمين في حين أننا نحن المسلمون نكتفي فقط بالاستشهاد بأبحاثهم فالعيب فينا وليس في ديننا.

غير أنه وللاسف هناك عدد من المسلمين الذين صاروا يبدون إعراضا عما يتعلق بالاعجاز القرآني غير معتبرين أن هذا الاعجاز هو من آيات كتاب الله، وأن إنكاره او الاعراض عنه قد يدخلهم في طائفة من يعرضون عن آيات الله أو ينكرونها

قال تعالى في سورة يوسف: وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105)

كما أن الاعجاز القرآني يغيظ أعداء الاسلام من النصارى وغيرهم الذين يحاولون جاهدين الطعن فيما يكتشف من حين لآخر لربما حسدا منهم، فعلينا نحن المسلمين ألا نكون ظهيرا لهم وألا نقف معهم نفس الموقف

و هذه الاكتشافات هي أسرار و آيات من آياته تعالى أودعها الله في خلقه وجعل لها وقتا معلوما لتظهر فيه مصداقا لقوله تعالى:

سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
(53) فُصلت

ولربما هي حكمة المولى عز وجل في أن يرينا آياته المكنوزة في كتابه الكريم على مراحل زمنية حتى يتجدد إيمان الاجيال المتعاقبة كلٌ حسب إهتماماته وقدراته على الفهم والاستيعاب.


وهذا الموضوع هو عن اعجاز باهر للقرآن الكريم في مجموعة آيات تغيير القبلة الواردة بسورة البقرة والتي أسماها الحبيب المصطفى عروس القرآن
وذلك بإثبات وجود بوصلة قرآنية تشير إلى إتجاه القبلة من المدينة المنورة حيث كان الحبيب المصطفى عندما نزلت عليه هذه الآيات.

وسيتضح لقراء هذا الموضوع الطريقة المنطقية والمباشرة التي تظهر إعجاز القرآن العظيم وأن ترتيب آيات القرآن وتقسيمها وترقيمها جاء من لدن حكيم عليم

وبداية أود أن أنبه أنه لا توجد أي محاولة أو نية من طرفي لتفسير القرآن أو الادلاء برأي فيه
ويشهد الله أني لم أحاول تطويع آيات القرآن الكريم أو ليها للوصول إلى هذا الاكتشاف ، بالرغم من أنه أخذ مني وقتا طويلا جدا لإكتشافه

و نبدأ بما هو معروف لدينا بطريقة تحديد إتجاه القبلة ، وذلك بحساب ما يسمى بالانجليزية bearing أو azimuth وهو الاتجاه بين إحداثيات نقطتين
فنأخذ هذه الاحداثيات من أجهزة GPS أو من برامج الخرائط مثل Google Earth .

فإحداثيات مكة المكرمة وتحديدا الكعبة المشرفة هي :
21:25:21 شمالا و 39:49:35 شرقا

وأما إحداثيات الحرم النبوي فهي :
24:28:3 شمالا و 39:36:35 شرقا

و إحداثيات مسجد القبلتين التي استخدمت أيضا في حساب القبلة هي :
24:29:02 شمالا و 39:34:23 شرقا

وتوجد ببرنامج Google Earth ميزة ممتازة وهي أنه بإمكانك إدخال زوج من الاحداثيات في مستطيل البحث الخاص بالبرنامج ليطير بك إلى ذلك المكان فمن أراد ان يتاكد من الاحداثيات المستخدمة في موضوعنا هذا فبإمكانه نسخ أحد الاسطر التالية كما هو ولصقه بمستطيل بحث برنامج قوقل ايرث وليس بمستطيل بحث المتصفح
ويجب إدخال السطر كما هو وبهذه الصيغة المذكور فيه حرفي N و E


21 25 21 N 39 49 35 E
24 28 03 N 39 36 35 E
24 29 02 N 39 34 23 E
وهناك بعض الملاحظات للعارفين بخصوص إستخدام هذه الاحداثيات سنعرض له في موضوع إحداثيات قوقل ايرث ودقتها

ولعله من المفيد أن نذكر أن هناك بعض المواقع الاسلامية توفر خدمة تحديد القبلة ولكن بياناتها بالنسبة للمدينة المنورة غير دقيقة .

وأما الطريقة المستخدمة في هذا الموضوع فهي بتحديد المواقع بكل دقة ممكنة ثم تمت عملية الحساب بالاستعانة بموقع هيئة الاتصالات الامريكية FCC الذي عطانا النتيجتين التاليتين 176.21 من مسجد رسول الله - 175.59 من قرب مسجد القبلتين


نتيجة إحتساب إتجاه القبلة من المسجد النبوي بالمدينة المنورة 176.21


نتيجة إحتساب إتجاه القبلة من نقطة بالقرب من مسجد القبلتين بالمدينة المنورة 175.59


وهذه القيم التي حصلنا عليها ترسم على دائرة البوصلة المتفق عليها عالميا والتي تقسم إلى 360 درجة ويكون إتجاه زيادة الارقام بنفس إتجاه عقارب الساعة.


كما هو واضح في هذه الصورة


إلى هنا والامر عادي وليس هناك جديد , فهل نستطيع أن نستنبط هذا الاتجاه الدقيق للقبلة من سورة البقرة وتحديدا من آيات تغيير القبلة ؟

سوف ترون بإذن الله تعالى كيف أن آيات تغيير القبلة ترسم بوصلة دقيقة جدا تعطينا إتجاه القبلة إلى ثالث رقم عشري بعد الفاصلة .

و أود أولا ان ألفت إنتباه القارئ الكريم أن القبلة في القرآن الكريم والمقصود هنا قبلة المسلمين لم تذكر إلا في سورة البقرة
وتحديدا في مجموعة من عشر آيات
وهنا يتطلب من الامر وقفة وشرح بسيط
فكما يعرف من يقرأ القرآن أن هناك عدة روايات للقرآن الكريم تختلف عن بعضها إختلافا طفيفا
ومن أشهر تلك الروايات رواية حفص عن عاصم و روايتي ورش وقالون عن نافع المدني
وبين هذه الروايات إختلاف في ترقيم وعدد الآيات
فرواية ورش وكذلك رواية قالون تعتبر أن سورة البقرة بها 285 آية والسبب هو ان الحروف المقطعة الثلاث "ألم" الواردة ببداية السورة ليست آية مستقلة بذاتها
بل هي جزء من الآية التالية "ذلك الكتاب لا ريب ..." واما رواية حفص فإنها تعتبر الحروف المقطعة "ألم" الواردة ببداية السورة آية مستقلة بذاتها
وعليه فإن عدد آيات سورة البقرة حسب رواية حفص هي 286 آية
وبهذا تصبح العشر آيات المتعلقة بتغيير القبلة هي :
من 141 إلى 150 حسب رواية ورش
ومن 142 إلى 151 حسب رواية حفص

فأي رواية سنستخدم في موضوعنا هذا ؟؟

سنستخدم الروايتين معا
و سنثبت أن كلا من الروايتين تعطي نتائج باهرة

وعليه نستطيع أن نقول أنه قد ورد ذكر القبلة أو تغييرها في سورة البقرة فقط وبدء بالآية الكريمة
"سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ "
وحتى الآية الكريمة
" كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ"
وقد يقول قائل أن الآية الاخيرة لم تذكر فيها القبلة ، وهذا صحيح إلا أن جل كتب التفسير تشير إلى تبعيتها للآية السابقة لها وذلك لأن كلمة "كما" الواردة في بدايتها ترتبط بكلمة "وَلأُتِمَّ" الواردة في الآية السابقة لها ولقد رأيت أن أفصل النقاش حول هذه الآية الكريمة في موضوع منفصل الآية 151 وذلك لغرض عدم تشتيت هذا الموضوع وجعله مختصرا إحتراما لوقت القارئ الكريم وفي نفس الوقت ستتم مناقشة هذه الجزئية بإستفاضة مقنعة

و من يقرأ القرآن بتدبر يلاحظ تكرار جملة "وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ " بشكل ملفت وغير معتاد في أسلوب القرآن العظيم
وكذلك إستخدام كلمة "شطر " والتي لم ترد إلا في هذا السياق.

وهذا ما حدى بي للاعتقاد الجازم بأن تكرار هذه الجملة بشكل غير معتاد في أسلوب القرآن البليغ وكذلك نسق الآيات بهذا الشكل وتقسيمها لابد أن يخبئ سرا كبيرا
ولقد إستمرت محاولات الكشف عن هذا السر لأكثر من عشر سنوات كما سيتضح في موضوع قصة هذا الاكتشاف

وسبب التأخر في إكتشاف هذا الاعجاز القرآني الباهر هو الاعتماد على البوصلة التقليدية المستخدمة عندنا الآن.
غير أن القرآن العظيم يظهر لنا بوصلة أخرى تختلف عن بوصلتنا المعتادة في وجهين:

فهي تتكون من 285 درجة بعدد آيات سورة البقرة
وإتجاه زيادة الارقام في بوصلة القرآن هو نفس إتجاه الطواف حول الكعبة المشرفة أي ضد إتجاه عقارب الساعة .


في هذه الصورة نرى البوصلة التقليدية بالداخل وبوصلة القرآن تحيط بها من خارج الدائرة


فطالما أن موضوع القبلة هو محصور بين هاتين الآيتين 141 و 150 نستطيع أن نظهر هذا على البوصلة القرآنية التي تتدرج حسب عدد آيات سورة البقرة.
وهذا ما يظهر على الصورة المرفقة ونبدأها بالترقيم الوارد في رواية ورش ويظهر فيها بوضوح الشطر المذكور في الآيات الكريمة .
ولكن هل يشير هذا الشطر إلى إتجاه القبلة عندما كان الحبيب المصطفي متواجد في مسجده بالمدينة المنورة ؟؟

هنا علينا أن نجري بعض العمليات الحسابية والتي سنجعلها مبسطة قدر الإمكان.

فما نريده هو معرفة الإتجاه أو الدرجة على البوصلة العادية و الذي يقابل الرقمين 141 و150 على بوصلة القرآن
فنقوم بقسمة 141 على 285 لنحصل على كسر عشري نقوم بضربه في الرقم 360
وهذه العملية هي شبيهة بعمليات تغيير درجات الحرارة من التدرج المئوي إلى التدرج الفهرنهايتي والعكس

141 / 285 = 0.49473 × 360 = 178.1028
غير أن هذا الرقم يفترض أن تدرج ارقام البوصلتين هو في نفس الاتجاه
وللتصحيح علينا أن نطرح هذا الرقم من 360

360 - 178.1028 = 181.8972
وهذا الرقم يمثل الزاوية على تدريج البوصلة العادية والتي تقابل الآية 141 كما يظهر هذا بوضوح في صورة بوصلة القرآن

ونجري نفس العمليات الحسابية على الرقم 150

150 / 285 = 0.52632 × 360 = 189.4752
360 - 189.4752 = 170.5248

ولمن لم يفهم العمليات الحسابية السابقة يمكنه الاستيضاح أكثر من خلال هذا الموضوع المنفصل العمليات الحسابية

ما قمنا به إلى الآن هو أننا حددنا الشطر المذكور في الآيات الكريمة " شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ "

وإذا ما أجرينا نفس العمليات الحسابية السابقة بإعتبار رواية حفص تكون النتائج كالتالي ؟


في هذه الصورة نرى البوصلة التقليدية بالداخل وبوصلة القرآن تحيط بها من خارج الدائرة


فما نريده هو معرفة الإتجاه أو الدرجة على البوصلة العادية التي تعودنا عليها و الذي يقابل الرقمين 142 و151 على بوصلة القرآن
فنقوم بقسمة 142 على 286 لنحصل على كسر عشري نقوم بضربه في الرقم 360
142 / 286 = 0.49650 × 360 = 178.7413
ومرة أخرى نذكر بأن البوصلتين مختلفتين في الإتجاه فبوصلة القرآن تزداد أرقامها بعكس إتجاه عقارب الساعة وأما البوصلة العادية فتتجه بنفس إتجاه عقارب الساعة
وللتصحيح علينا أن نطرح هذا الرقم من 360

360 - 178.7413 = 181.25874
وهذا الرقم يمثل الزاوية على تدريج البوصلة العادية والتي تقابل الآية 142 كما يظهر هذا بوضوح في صورة بوصلة القرآن

ونجري نفس العمليات الحسابية على الرقم 151

151 / 286 = 0.52797 × 360 = 190.06993
360 - 190.06993 = 169.9300

فما قمنا به إلى الآن هو أننا حددنا الشطر المذكور في الآيات الكريمة " شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ "

فأين هي القبلة ؟؟؟

وأين هو الاعجاز ؟؟؟

هل أنتم مستعدون لمعرفة هذا السر الذي ظل محفوظا لمئات السنين وسيظل كذلك إلى يوم القيامة ؟؟

يا ترى لو قمنا بحساب منتصف هذا الشطر ماذا ستكون النتيجة ؟؟

وسنأخذ رواية ورش أولا :

181.8972 + 170.5248 = 352.422

352.422 / 2 = 176.211

سبحانك ربي

لا إله إلا أنت

سبحانك ما عبدناك حق عبادتك

وما عرفنا قدر هذا القرآن العظيم وما فيه من أسرار

هذا الرقم 176.211 هو نفس الزاوية التي حصلنا عليها من موقع هيئة الاتصالات الامريكية FCC عندما ادخلنا إحداثيات المسجد النبوي والكعبة المشرفة

وإذا ما عدنا لرواية حفص تكون النتيجة 169.9300 + 181.25874 = 351.18874

وبالقسمة

351.18874 / 2 = 175.59437

وهذا الرقم 175.59437 هو الآخر نفس الزاوية التي حصلنا عليها من موقع هيئة الاتصالات الامريكية FCC عندما ادخلنا إحداثيات مسجد القبلتين والكعبة المشرفة

فكأن رواية ورش تعطينا إتجاه القبلة من مسجد رسول الله بالمدينة المنورة

ورواية حفص تعطينا إتجاه القبلة من قرب مسجد القبلتين بالمدينة المنورة

وهناك طريقة أخرى للوصول لنفس النتيجة
وهي أن نحسب منتصف الشطر من أرقام الآيات مباشرة ثم نحول ذلك العدد إلى زاوية حسب البوصلة العادية ونأخذ رواية ورش أولا

141 +150 = 291
291 / 2= 145.5 فهذه هي نقطة منتصف الشطر والذي يشير بدقة للقبلة إلا أن القيمة هي حسب بوصلة القرآن
لذا يتطلب تحويلها للبوصلة العادية

145.5 /285= 0.51053 وللتذكير فقط فالعدد 285 هو عدد آيات سورة البقرة حسب رواية ورش
0.51053 * 360 = 183.7895
360 - 183.7895 = 176.2105

وبحساب رواية حفص نحصل على نتيجة مطابقة لاتجاه القبلة من قرب مسجد القبلتين

142 +151 = 293
293 / 2 = 146.5
146.5 / 286 = 0.51224 وللتذكير فقط فالعدد 286 هو عدد آيات سورة البقرة حسب رواية حفص
0.51224 * 360 = 184.40559

360 - 184.40559 = 175.5944

فسبحان الله

وسبحان الله منزل هذا الكتاب الذي لا تنقضي عجائبه

فعملية التحويل إلى البوصلة العادية هي مجرد للتأكد من القيمة لأن هذه البوصلة هي المعمول بها عندنا
فهي مثل العملة المحلية
فلو أن أحدا من دولة أجنبية قال لك سأعطيك مئة كرونة ليشترى بها شيئا منك
فأول سؤال يتبادر إلى ذهنك هو وكم تساوي هذه النقود بعملتنا المحلية أو بالدولار.
فلو أن بوصلة القرآن هي المعروفة والمتداولة بيننا وجائنا أحد الحجاج من بلاد تستخدم البوصلة العادية لأفهمناه كيفية التحويل هذه إلى بوصلته.

فسبحان من قال : "أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا "

ويجب أن لا نهمل الاعجاز القرآني الوارد في إستخدام كلمة "شطر " فنلاحظ من صورة بوصلة القرآن أنه يشير بدقة إلى القبلة ويبين الحساب أيضا كيف ان نصف هذا الشطر يشير بدقة للكعبة المشرفة.

فسبحان الله
والحمد لله أن علمنا ما لم نكن نعلم

وحري بنا أيضا أن نذكر بأن الآية الكريمة رقم 143 حسب ترقيم رواية حفص قد إحتوت بداخلها إعجازا قرآنيا آخر فهي تقع في وسط سورة البقرة والبالغ عدد آياتها 286 كما أسلفنا ذكره.
وبهذه الآية جملة "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً " أي أن فيها إشارة للوسط
فسبحان من أنزل هذا القرآن والذي بقدر ما فيه من رقة بلاغية فيه أيضا دقة علمية يعرف قيمتها ويخر امامها من أمضى عمره في إجراء الحسابات كالمهندسين والعلماء.
ولهذا السبب ترانا نحن المهندسون تهتز قلوبنا وتدمع أعيننا و تعجب عقولنا عندما نمر على هذه الآيات القرآنية .
ولا يقتصر الاعجاب بها في لحظة إكتشافها فقط بل تتكرر المشاعر في كل مرة نسمع هذه الآيات تردد على أسماعنا.

ولهذا ترانا نحب مواضيع إعجاز القرآن الكريم
ولا نكترث بمن يعرض عن مواضيع الإعجاز أو ينكره

ولسان حالنا يقول كما قال نبي الله نوح عليه وعلى نبينا السلام:

"قَالَ يَاقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ "

وبعد قراءة وفهم هذا الإعجاز لن يكون وقع هذه الآيات وتأثيرها علينا كما كنا نتعود عليه قبل إكتشاف هذا الإعجاز الباهر

وحتى الذين لا يقرون بالإعجاز القرآني أو يعترفوا به نقول لهم ما رأيكم بكلمة إنبهار
أيسركم أن نصف مشاعرنا بالإنبهار عوضا عن كلمة إعجاز ؟

صحيح أن الاعجاز القرآني لا ينضب
وما علينا سوى التدبر والبحث والدراسة
فسبحان الخالق المبدع
و طوبى لمن تدبر القرآن وفهم ما تيسر له من أسراره

ولعل هذا الموضوع سيكون فاتحة لمزيد من الاكتشافات فهو يمثل نقلة نوعية في مواضيع الإعجاز القرآني

وأثناء محاولات إكتشاف هذا الإعجاز لطالما حيرني تردد هذه الجملة " وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ " فوردت في ثلاثة آيات في نفس السورة وفي مواقع متباعدة
فنسأل الله تعالى أن يكشف لنا سرها هي الاخرى

غير أن إكتشاف الاعجاز القرآني ليس هدفا في حد ذاته ، ففيه رسائل للبشر جميعا أن هذا القرآن هو من عند الله وأن ما ورد فيه حق
وأن كشفها أو إكتشافها يأتي على قدر إستيعابنا لها
فكم من أسرار في هذا القرآن لا زالت مخبأة لاجيال قادمة ستتعامل مع تقنيات أحدث من تقنياتنا
فتلك الاجيال لن تنبهر بما إكتشفناه نحن، لأنهم سيعتبرونه معلومات عامة متداولة منذ زمن

فسبحان من قال
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) فُصلت

فنحن في هذه الايام صرنا نتناول الخرائط الجوية على ألاجهزة الحاسبة وعلى ألاجهزة النقالة
ودمجت أجهزة قياس الاحداثيات أو GPS في أجهزة الهاتف النقال فصارت متاحة حتى لمن لم يسمع بها من قبل

فلو أن هذا الإعجاز القرآني حدث به الحبيب المصطفى وقت نزول الوحي عليه لما أدرك الناس آنذاك قيمته
فلم يكن هناك أنظمة إحداثيات ولم تكن هناك اجهزة قياس ولا حتى بوصلة
بل لربما يصل الامر ببعض المنافقين لدرجة الاستهزاء بالرسول الكريم ، لأن المعلومة سبقت أوانها

فالآية يكون لها أقوى مفعول عندما تأتي في وقتها وعلى قدر إمكانيات وقدرات الجيل الذي إنكشفت له

وأود أن أنبه الاخوة الذين قد يتبادر إلى ذهنهم أ ن يستخدموا بوصلة القرآن هذه لحساب القبلة من مدنهم فأقول أن الهدف من هذا الموضوع هو توضيح الاعجاز القرآني

فلكي يحسب أحدنا القبلة من مدينة القاهرة أو الجزائر أو الكويت عليه أن يستخرج إحداثيات مدينته ويستخدم برامج أو مواقع حساب الاتجاه بين مدينة والكعبة المشرفة فتظهر له القبلة كزاوية على البوصلة العادية

وماذا بعد ؟؟

لعله يحق بنا أن نتسائل

فنحن نعلم أن الله بكل شيئ عليم يعلم ما كان وما سيكون
ونعلم أن انظمة الاحداثيات الجغرافية هذه هي من وضع البشر وخاصة علماء الغرب لأن هذه الانظمة أستحدثت أثناء طفرة هذه الحضارة الغربية

فهل تطابق هذه الانظمة الحديثة مع القرآن الكريم جاء نتيجة إيحاء المولى عز وجل لمن صمم أنظمة الاحداثيات أن يجعلها بهذا الشكل ؟

أم أن المولى عز وجل بعلمه المسبق قد جعل تقسيم آيات القرآن الكريم تتطابق مع هذه الانظمة التي ستستحدث بعد نزوله بقرون ؟

سؤال يحيرني دائما وأتمنى ممن لديه أجابة أن يساعدني بها .

وفي الختام هناك بعض الملاحظات :

1 - توجد نسخة إنجليزية مختصرة لهذا الموضوع The compass of the Quraan

2 - نظرا لأهمية هذا الموضوع وتحسبا لأي مشاكل قد تطرأ على الموقع الحالي المحمل عليه الموضوع فلقد تم نسخه بموقع آخر بديل وهو www.alkeilani.com/gibla

3 - الترجمات الانجليزية للقرآن الكريم لم تتمكن من الترجمة الدقيقة لكلمة "شطر" بل إنها أهملتها وبدلتها بكلمة "نحو" ولقد نبهت لهذا الامر في الملخص الانجليزي

4 - أود أن أطلب من الاخوة دكاترة الجامعات والمهندسين العاملين في مجالات الملاحة أن يأخذوا هذا الموضوع بجد ويبدأوا بالتعمق فيه، فلعلنا نستطيع أن نجد مزايا عملية لهذه البوصلة.

5 - وأود أن أطلب من الاخوة الشباب من ذكور وإناث والذين يقومون مشكورين بنقل كثير من المواضيع الهادفة والمفيدة إلى منتديات أخرى، أدعوهم إلى عدم حذف إسم كاتب الموضوع المهندس محمد خالد الكيلاني وذلك ليس رغبة في الشهرة ولكن لأن الامر يتعلق بالأمانة فهذا الموضوع شأنه شأن أي موضوع آخر نكتبه نحن البشر يحتمل الخطأ.
وما يحدث أنه بعد فترة من الزمن قد يصل هذا الموضوع إلى بعض من علمائنا فإن كانت لهم بعض التساؤلات ويرغبوا في الحصول على بعض التوضيحات فإنهم لن يعرفوا لمن سيوجهونها لأن الموضوع موقع بإسم منقول.
فأرجوكم ألا تضيعوا هذه الامانة فإن ظهر خطأ في الموضوع فيمكن لي أن أصححه أو أغير في الموضوع لأن الاجيال بعدنا ستتناقله

6 - لا أخفي عليكم أني سعيد جدا بهذا الاكتشاف ولكني لا أحس بالفخر بل أحس أحيانا بالندم على عدم بذل مجهود أكبر لاظهار هذا الامر في وقت كانت فيه الهجمة على القرآن وعلى الاسلام مستعرة، ولكن قدر الله وما شاء فعل فأنا مجرد عبد إستخدمه الله لإظهار هذا الامر فإن وفقت في توضيحه فذلك فضل من الله وإن اخفقت فأسأل الله تعالى المغفرة والرحمة.

7 - بسبب ما تمر به ليبيا هذا الايام من ظروف عصيبة وصعوبة الولوج للانترنت فالرجاء ممن يقرأ هذا الموضوع أن يبذل قصارى جهده في نقله وإعادة نشره والله لا يضيع أجر من أحسن عملا

وأسأل الله تعالى أن يلهمنا التدبر في كتابه العظيم

وأن يجمعنا على حوض رسوله الكريم

وأن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الجمعة، 21 سبتمبر 2012

المكانس الكونية: آية تشهد على قدرة الخالق


 
لنتأمل معاً هذه الحقائق المبهرة حول مخلوقات تسبح بحمد ربها، كيف تحدث عنها القرآن قبل العلم بقرون طويلة.......
ربما يكون أهم ما يميز القرن العشرين اكتشاف الثقوب السوداء Black Holes، فما هي حقيقة هذه الثقوب، وكيف اكتشفها العلماء، وهل تحدث القرآن بوضوح كامل عن هذه المخلوقات الغريبة؟
كيف بدأت القصة؟
منذ القرن السابع الميلادي لم يكن أحد على وجه الأرض يتصور أن في السماء نجوماً تجري وتكنسُ وتجذب إليها كل ما تصادفه في طريقها، ولم يكن أحد يتوقع وجود هذه النجوم مع العلم أنها لا تُرى أبداً، ولكن القرآن العظيم كتاب رب العالمين حدثنا عن هذه المخلوقات بدقة علمية مذهلة، ولكن كيف بدأت قصة هذه النجوم الغريبة.
منذ عام 1790 اقترح الانكليزي جون ميشيل والفرنسي بيير سايمون وجود نجوم مخفية في السماء، ثم في عام 1915 توقعت نطرية النسبية العامة لآينشتاين وجود هذه الأجسام في الفضاء وأثرها على الزمان والمكان، وأخيراً في عام 1967 تحدث الأمريكي جون ولير عن الثقوب السوداء كنتيجة لانهيار النجوم.
كيف تأكد العلماء من وجود هذه الثقوب؟
 
صورة بواسطة مرصد هابل لمركز المجرة  M87 وتظهر وجود دوامة من الغاز حول ثقب أسود، وتدور هذه الدوامة بسرعة أكبر من 400 كيلو متر في الثانية.
في عام 1994 أثبت العلماء بواسطة مرصد هابل وجود جسم غير مرئي في مركز المجرة M87 ويلتف حوله الغاز في دوامة واضحة، وقد قدروا وزن هذا الجسم بثلاثة آلاف مليون ضعف وزن الشمس! ثم توالت الأدلة على وجود هذه الأجسام بواسطة أشعة إكس.
ما هو الثقب الأسود؟
الثقب الأسود كما يعرّفه علماء وكالة ناسا هو منطقة من المكان ضُغطت بشكل كبير فتجمعت فيها المادة بكثافة عالية جداً بشكل يمنع أي شيء من مغادرتها، حتى أشعة الضوء لا تستطيع الهروب من هذه المنطقة.
الثقب الأسود يتشكل عندما يبدأ أحد النجوم الكبيرة بالانهيار على نفسه نتيجة نفاد وقوده، ومع أن الثقب الأسود لا يُرى إلا أنه يمارس جاذبية فائقة على الأجسام من حوله [1].
كيف ينشأ الثقب الأسود؟
إن أي نجم يبلغ وزنه عشرين ضعفاً وزن شمسنا يمكنه في نهاية حياته أن يتحول إلى ثقب أسود، وذلك بسبب حقل الجاذبية الكبير وبسبب وزنه الكبير. ولكن النجم إذا كان صغيراً ونفد وقوده فإن قوة الجاذبية وبسبب وزنه الصغير غير كافية لضغطه حتى يتحول إلى ثقب أسود، وفي هذه الحالة يتحول إلى قزم أبيض white dwarf أي نجم ميت.

انفجار النجوم هي المرحلة الأولى لتشكل الثقوب السوداء، وقد وجد العلماء أن جميع النجوم ستنفجر بعد نفاد وقودها وتتحول إلى أشكال أخرى من النجوم، ولكن الشكل الأخطر هو الثقب الأسود.

هل ستتحول جميع النجوم إلى ثقوب سوداء؟
حتى يتحول النجم إلى ثقب أسود في نهاية حياته يجب أن يتمتع بوزن كبير، فالشمس مثلاً وبعد أربعة آلاف مليون سنة سوف تستهلك وقودها النووي وتنطفئ بهدوء، ولن تتحول إلى ثقب أسود لأن وزنها غير كاف لذلك.
وربما نجد في كتاب الله تعالى إشارة لطيفة إلى هذا التحول في قوله تعالى: (إذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) [التكوير: 1]. إذن ليس هنالك أي انهيار للشمس إنما انطفاء بطيء، وهذا ما عبّر عنه القرآن بكلمة (كُوِّرَتْ). ففي القاموس المحيط نجد كلمة (كوَّر) أي أدخل بعضه في بعض [2] وهذا ما سيحدث للشمس حيث تتداخل مادتها بعضها في بعض حتى تستهلك وقودها وتنطفئ.
كيف يعلم الفلكيون بوجود الثقب الأسود؟
يتميز الثقب الأسود بجاذبية فائقة، ولذلك فإن أي غاز قريب منه مثلاً، فإنه سينجذب إليه ويدور في دوامه عنيفة مولداً حرارة عالية نتيجة هذا الدوران مثل الإعصار السريع، هذه الحرارة تبث الأشعة السينية باستمرار وهذه الأشعة يمكن للفلكيين التقاطها بسهولة بواسطة أجهزتهم، ولذلك يعلمون بأن هذه المنطقة تحوي ثقباً أسود.
سرعة الهروب
إن سرعة الهروب هي السرعة اللازمة للجسم لكي ينفلت من حقل الجاذبية المحيط به، وفي أرضنا نجد أن أي جسم حتى يتمكن من الخروج من نطاق الجاذبية الأرضية يجب أن يُقذف بسرعة أكبر من 11 كيلو متراً في الثانية الواحدة.
وفي حالة الثقب الأسود تكون سرعة الهروب عالية جداً ولا يمكن لأي جسم تحقيقها، حتى الضوء الذي يتحرك بسرعة 300 ألف كيلو متر في الثانية لا يستطيع الهروب من جاذبية الثقب الأسود لأن سرعته غير كافيه لذلك. وهذا ما يجعل الثقب الأسود مختفياً لا يُرى.
 
مجموعة من المجرات على بعد 250 مليون سنة ضوئية، وقد اكتشف العلماء في عام 2002 وجود عدد كبير من الثقوب السوداء في هذه المنطقة. المصدر www.nasa.gov
الثقوب السوداء الثقيلة
وهي ثقوب سوداء تزن أكثر من ألف مليون مرة وزن الشمس!! وتنمو باستمرار في مراكز المجرات ومنها مجرتنا درب التبانة، وهذه الثقوب الهائلة تكنس الغازات والأجسام القريبة منها باستمرار، وتجذب إليها أي شيء قريب بنظام شديد الدقة.
بين كلام العلماء وكلام القرآن
يخبرنا علماء الغرب اليوم حقيقة علمية وهي أن الثقوب السوداء تسير وتجري وتكنس كل ما تصادفه في طريقها، وقد جاء في إحدى الدراسات حديثاً عن الثقوب السوداء ما نصه:
It creates an immense gravitational pull not unlike an invisible cosmic vacuum cleaner. As it moves, it sucks in all matter in its way — not even light can escape.
وهذا يعني: إنها - أي الثقوب السوداء – تخلق قوة جاذبية هائلة تعمل مثل مكنسة كونية لا تُرى، عندما تتحرك تبتلع كل ما تصادفه في طريقها، حتى الضوء لا يستطيع الهروب منها [3].
وفي هذه الجملة نجد أن الكاتب اختصر حقيقة هذه الثقوب في ثلاثة أشياء:
1- هذه الأجسام لا تُرى: invisible
2- جاذبيتها فائقة تعمل مثل المكنسة: vacuum cleaner
3- تسير وتتحرك باستمرار: moves
وربما نعجب إذا علمنا أن هذا النص المنشور في عام 2006 قد جاء بشكل أكثر بلاغة ووضوحاً في كتاب منذ القرن السابع الميلادي!!! فقد اختصر القرآن كل ما قاله العلماء عن الثقوب السوداء بثلاث كلمات فقط.
يقول تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ) [التكوير: 15-16]. ونحن في هذا النص أمام ثلاث حقائق عن مخلوقات أقسم الله بها وهي:
1- الْخُنَّسِ : أي التي تخنس وتختفي ولا تُرى أبداً، وقد سمِّي الشيطان بالخناس لأنه لا يُرى من قبل بني آدم. وهذا ما يعبر عنه العلماء بكلمة invisible أي غير مرئي.
 2- الْجَوَارِ: أي التي تجري وتتحرك بسرعات كبيرة. وهذا ما يعبر عنه العلماء بكلمة moves أي تتحرك، مع العلم أن اللفظ القرآني أدق لأن فيه إشارة إلى الجريان والسرعة، أما كلمة moves فلا تعبر عن السرعة الكبيرة التي يتحرك بها الثقب الأسود.
3- الْكُنَّسِ: أي التي تكنس وتبتلع كل ما تصادفه في طريقها. وهذا ما يعبر عنه العلماء بكلمة vacuum cleaner أي مكنسة.
مخلوقات تسبح الله!
لقد اكتشف علماء وكالة ناسا الأمريكية للفضاء ذبذبات صوتية تصدر عن الثقوب السوداء! فقد رصدوا موجات تقع ضمن الترددات الصوتية تصدر عن الغاز المحيط ببعض الثقوب السوداء في تجمع للمجرات البعيدة [4]. وقد تكون هذه الأصوات التي تصدرها الثقوب السوداء هي تسبيح وامتثال لأمر الله تعالى، وهنا نتذكر البيان الإلهي: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء: 44].
 
صورة بالأشعة السينية للغاز بين المجرات والقريب من الثقوب السوداء، ونلاحظ التموجات عليه نتيجة إصدار هذه الثقوب للأمواج الصوتية. المصدر www.nasa.gov
أيهما أدق القرآن أم العلم الحديث؟
دائماً يحدثنا كتاب الله تعالى عن حقائق مطلقة لا تتغير، ولا يتطرق إليها التبديل أو التعديل، أما علماء البشر فهم يكتشفون الأشياء تدريجياً وخلال رحلة اكتشافهم للثقوب السوداء يختارون من الأسماء لهذه المخلوقات حسب حدود معرفتهم.
فعندما أطلقوا على هذه النجوم اسم "الثقوب السوداء" كانت هذه التسمية خاطئة تماماً ولا تعبر عن حقيقة هذه النجوم، ولكنهم لم يعودوا قادرين على تغيير هذا الاسم لأنه التصق بهذه المخلوقات، فكلمة (ثقب) تعني (خرق) وهذا يعني أن الثقب هو فراغ في السماء وهذا خطأ، لأن هذه النجوم ثقيلة جداً تزن ملايين المرات وزن الشمس فكيف نسميها ثقوباً!!
وكذلك كلمة (أسود) هي لون من الألوان، والواقع أن هذه النجوم لا تُرى أي لا أحد يعرف لونها وحقيقة ما تبدو عليه فمن الخطأ وصفها باللون الأسود. ومن هنا نستنتج أن الوصف البشري غير دقيق، بينما كتاب الله تعالى أخبرنا عن الاسم الدقيق الذي يعبر عن حقيقة هذه النجوم.
فكلمة (الخُنَّس) جاءت من فعل (خَنَسَ) أي اختفى، وكلمة (الجوارِ) أي مجموعة النجوم التي تجري بسرعة. وكلمة (الكُنَّس) جاءت من فعل (كَنَسَ) أي جذب إليه كل شيء من حوله. وهذه الكلمات الثلاث تصف لنا آلية عمل هذه النجوم، فهي لا تُرى وهي تجري وهي تكنُس، ولذلك نجد أن العلماء حديثاً يفضلون تسمية هذه النجوم بـ "المكانس الكونية" ويجدونها أكثر دقة من "الثقوب السوداء".
نستنتج أن القرآن يسبق العلماء دائماً في الحديث عن الحقائق الكونية، ويتفوق عليهم في إطلاق التسمية الصحيحة، وأن هذه المخلوقات ما هي إلا آية تشهد على قدرة الخالق في كونه، وهذا يدل على أن القرآن كتاب الله تعالى وليس كتاب بشر، ولذلك قال تعالى عن هذا القرآن: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82].
ــــــــــــ


المراجع

1- http://hubblesite.org/reference_desk/faq/all.php.cat=exotic

2- Hawking, Stephen. A Brief History of Time, Bantam Publishing, 1996.

3- At the heart of every galaxy lurks a black hole, astronomers believe, www.chron.com, Jan. 14, 1997.

4- No Escape: The Truth About Black Holes, www.amazing-space.stsci.edu

5- Boslough, John. Stephen Hawking's Universe. Morrow Publishing, 1985.

6- Hawking, Stephen. A Brief History of Time. Bantam Publishing, 1996.

7- Novikov, Igor. Black Holes and the Universe. Cambridge University Press, 1995.


الهوامش
1- www.hubblesite.org, Black Holes.

2- معجم القاموس المحيط، دار المعرفة 2005.

3- Black Holes: The Deadliest Force in the Universe,www.abcnews.go.com, Aug. 28, 2006.


4- Black Hole Sound Waves, www.nasa.gov












 





بركان هائل في قاع المحيط


 
ما أكثر الاكتشافات العلمية التي تحدث عنها القرآن، وفيما يلي اكتشاف جديد يؤكد أن قاع المحيط مشتعل.......
اكتشف العلماء منذ أيام قليلة ثورة بركانية ضخمة جداً في قاع المحيط الهادئ، ويقولون إن هذا البركان نتج عن صدع طويل يقع على عمق 2500 متر تحت سطح البحر. وكان هنالك ما يشبه الانفجار العظيم حيث صعدت الحمم المنصهرة وتراكمت وشكلت غيمة ملتهبة ترتفع عن قاع المحيط 250 متراً، وتحمّي وتسخن الماء بشكل كبير.


صورة تمثل بعض الصدوع في قاع المحيط الهادئ والتي تتدفق منها الصخور الملتهبة فتشعل الماء، وتشكل غيوماً من الحمم المنصهرة، المصدر The National Science Foundation.
ويؤكد العلماء أن مثل هذه الانفجارات تتكرر باستمرار وتدوم لفترة طويلة، حتى إن الذي يراقب هذه البراكين والثورات البركانية يحس وكأنه أمام بحر مشتعل لا ينطفئ.
أخي القارئ! عندما يقرأ أحدنا أخباراً علمية كهذه يتذكر على الفور حديث القرآن عن التسجير لماء البحر، يقول تعالى: (والبحر المسجور) [الطور: 6]، أي المشتعل والمسخّن. ومن القاموس المحيط تقول العرب: سجر التنور أي أحماه، وبكلمة أخرى رفع درجة حرارته. ومن هنا ندرك أن الله أقسم بهذا البحر المشتعل لحكمة عظيمة، وهي: كما تدركون أيها العلماء حقيقة هذا البحر وهذا الاشتعال، يجب عليكم أن تدركوا حقيقة هذا القرآن الذي حدثكم عن هذه الاكتشافات، لذلك يقول تعالى في أواخر هذه السورة عن القرآن: (أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ * فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ) [الطور: 33-34].
ولا بد أن نتساءل: هل القرآن كتاب علم وحقائق علمية أم هو كتاب أساطير وخرافات كما يدعي بعض المشككين؟؟



 




طاقة البحر... تسخير إلهي معجز


 
يدور بحثنا حول كلمة (سخّر) والتي تعني قدّم عملاً مجانياً بدون أجر، وهذا ما كشفه العلماء من طاقة هائلة في البحر، وقد سبقهم القرآن في إشارة رائعة إلى ذلك....
طاقة أمواج البحر
في كتاب الله تعالى إشارات رائعة إلى كثير من الاكتشافات ولكن بشرط أن نحسن التدبر والتفكر في كلام الله عز وجل، فقد سخَّر الله لنا الكثير من الأشياء من حولنا لتقدم لنا خدمات مجانية دون مقابل، مثل الشمس التي تقدم الحرارة والضوء وحديثاً تم الاستفادة من الشمس في توليد الطاقة الكهربائية.
كذلك فقد سخر الله لنا البحر لنبتغي من فضله، وقد تبيّن وجود كميات لا نهائية من الطاقة المجانية في هذا البحر، وسوف يدور حديثنا حول ما كشفه العلماء حديثاً عن استفادة من أمواج البحر السطحية والداخلية في توليد الكهرباء.
من أين تأتي الأمواج
عندما ننظر إلى الكرة الأرضية من الخارج نلاحظ أن هنالك تغيرات في الضغط والكثافة من نقطة لأخرى على سطح الأرض. وهذا ينتج بسبب اختلاف درجات الحرارة، وهذه الاختلافات تؤدي إلى تولد الرياح. وهذا يؤدي إلى حركة الماء على سطح البحار وتشكل الأمواج، والتي تتحرك باتجاه الشاطئ، وميزة هذه الأمواج أنها تحمل كميات من الطاقة الحركية وتحتفظ بها طيلة رحلتها من وسط البحر وحتى الشاطئ.
طاقة الأمواج السطحية
يستفيد اليوم علماء الطاقة من أمواج البحر، ويصنعون معدات خاصة تمكنهم من وضعها على سطح الماء حيث تقوم الأمواج برفعها وخفضها باستمرار. وهذا يؤدي إلى توليد حركة ميكانيكية يمكن تحويلها إلى طاقة كهربائية تُنقل عبر أسلاك للاستفادة منها.
إن أول من خطرت بباله فكرة الاستفادة من الأمواج هو رجل فرنسي يدعى  Monsieur Girard حيث حاول مع ابنه عام 1799 الاستفادة من حركة الأمواج في إمداد الطاحونة والمضخة بالطاقة.
 
وحدة لتوليد الكهرباء تعوم فوق أحد المحيطات، وبسبب تحريك الأمواج لهذه الوحدة فإن هذه الحركة الميكانيكية يمكن تحويلها إلى طاقة كهربائية يستفاد منها.
طاقة الأمواج الداخلية
يتم الاستفادة اليوم في بريطانيا من التيارات تحت سطح البحر والناتجة عن أمواج المدّ. ويعتبر هذا المصدر للطاقة المتجددة من المصادر النظيفة والآمنة. وتستخدم التقنية مراوح أو توربينات تثبت تحت سطح البحر وتدور بسبب تيارات المد، وبالتالي تتحول فيها الطاقة الميكانيكية التي تولدها الأمواج إلى طاقة كهربائية يمكن الاستفادة منها.
 
فكرة جديدة لإنشاء مراوح أو توربينات تعمل على توليد الطاقة الكهربائية والاستفادة من التيارات تحت سطح البحر.
ويعتقد العلماء بأن هذا المصدر أفضل من طاقة الرياح، بسبب انتظام الأمواج وإمكانية دراستها بشكل جيد وتوقع حجمها وطاقتها، مما يتيح تصميماً أفضل للتوربينات المولدة للطاقة الكهربائية.
إن قطر المروحة هو 20 متراً، وتثبت على مسافة تحت سطح الماء بـ 30 متراً. وقد بلغ استهلاك الطاقة الكهربائية بالوسائل المختلفة في بريطانيا عام 2001:
الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة نسبة 2 بالمئة. أما الطاقة الكهربائية من الفحم فقد بلغت نسبة 33 % والطاقة الكهربائية من الغاز الطبيعي 37 % والطاقة الكهربائية النووية 22 % .
إن المدّ الذي يمارسه القمر على ماء البحر هو نعمة مجانية من الله تعالى القائل: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) [إبراهيم: 32-34].
إنها آيات عظيمة تذكرنا بنعمة الله علينا، وما نعمة المد والجزر إلا عطاء من الله لعباده ليشكروه على ما وهبهم من دون تعب أو جهد. وكذلك يقول تعالى: (اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [الجاثية: 12]. في هذه الآية الكريمة نتلمس رحمة الله بعباده أن سخر لهم هذا البحر، وكلمة (سخّر) في اللغة تعني: ذلّل وكلّف عملاً بلا أجرة، أي مجاناً.
 
يحاول العلماء اليوم الاستفادة من الطاقة الكبيرة والمجانية والتي سخرها الله في أمواج البحر، يقول تعالى: (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [النحل: 14].
مستقبل هذا المصدر الجديد
1- تعتبر هذه الطاقة آمنة وليس لها أية مخاطر.
2- طاقة أمواج البحر أكبر بكثير من طاقة الرياح.
3- طاقة أمواج البحر ثابتة على مدار 24 ساعة وطيلة أيام السنة تقريباً، بينما طاقة الشمس يستفاد منها أثناء النهار، وطاقة الرياح يستفاد منها في فترات متقطعة.
4- الكهرباء الناتجة عن طاقة الأمواج أكثر ثباتاً.
والسؤال: أليست هذه نعمة من نعم الله تعالى علينا، أليس عمل الأمواج المستمر هو خدمة مجانية يقدمها البحر الذي قال الله عنه: (اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ)؟
تعتمد الطاقة التي تحملها الموجة على طولها وارتفاعها وسرعتها وكثافة الماء الذي تحمله. وهذا يتعلق بسرعة الرياح ودرجات الحرارة فوق سطح الماء.
 
يقول الباحثون اليوم: إن موجة طولها ارتفاعها 15 متراً وزمنها 15 ثانية، سوف تحمل طاقة تقدر ب 1700 كيلو واط لكل متر مربع من جبهتها. وأن طاقة الأمواج أكبر بكثير من طاقة المد والجزر.
الطاقة الناتجة من اختلاف درجات الحرارة
لقد هيّأ الله البحر بشكل عجيب! فدرجة الحرارة على سطحه تكون مرتفعة نسبياً بسبب أشعة الشمس، بينما تكون الحرارة في أعماقه منخفضة، هذا الفارق في الحرارة يمكن الاستفادة منه لتوليد الطاقة الكهربائية.
لقد استفاد من هذه الظاهرة المهندس الفرنسي  George Claude حيث صنع وحدة لتوليد الكهرباء استطاعتها 22 كيلو واط وذلك عام 1929 بالاستفادة من فارق درجات الحرارة بين سطح البحر وبين عمق محدد.
ويخبرنا الباحثون أن هذه التقنية لا تزال بدائية ومكلفة جداً، ولذلك هي غير مستخدمة اليوم بشكل عملي. إلا أن الأبحاث مستمرة في هذا المجال ويمكن إحراز تقدم في السنوات القادمة.
 
تعتبر الطاقة المتوافرة في البحر والمحملة على أمواجه من أفضل أنواع الطاقة الطبيعية، فهي آمنة ونظيفة ولا تنضب وليست مهددة بالنفاذ مثل البترول مثلاً، بالإضافة إلى أن هذه الطاقة هي هبة مجانية من الله تعالى سخرها لنا، فهل نشكر الله على نعمه؟
طاقة تيارات المحيط
إذا ما نزلنا تحت سطح البحر وبدأنا نغوص شيئاً فشيئاً، فإننا نرى عالماً يعجّ بالحركة والأمواج والتيارات، وهنالك تيارات حتى في أعمق نقطة من البحر!  وهذا ما دعى العلماء لمحاولة الاستفادة من هذه الأمواج.
وتتم الاستفادة من هذه الطاقة المجانية والنظيفة من خلال وحدات تتوضع تحت سطح البحر، وهي عبارة عن توربينات توضع على أعماق مختلفة تحت سطح البحر، وتدور بسبب التيارات المتولدة تحت سطح الماء. وتتميز هذه التوربينات بصغر حجمها مقارنة بالتوربينات الهوائية، وذلك بسبب أن كثافة الماء أكبر ب 835 مرة من كثافة الهواء.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن القرآن سبق العلماء للحديث عن التيارات العميقة في البحار، وسمّاها بالأمواج فقال: (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ) [النور: 40]. فالبحر اللجي هو العميق، وفيه موج داخلي من فوقه موج على السطح من فوقه سحاب.
الطاقة الزرقاء
وهي الطاقة المتولدة في مصب النهر في البحر، حيث تتدفق كميات كبيرة من المياه العذبة في مياه البحر المالحة، ويمكن الاستفادة من هذه الطاقة في توليد الكهرباء، وهذه نعمة من نعم الله علينا القائل: (وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ) [إبراهيم:32].
وفي هذه الآية الكريمة نرى إشارة قرآنية إلى تسخير الله تعالى للبحر لنبتغي من فضله، يقول تعالى: (اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [الجاثية: 12]. وهنا نلاحظ أن الله تعالى قد جعل البحر مسخّراً لنا لنستفيد منه، وكما رأينا كيف يحاول العلماء اليوم الاستفادة من طاقة أمواج البحر وطاقة حرارة البحر وطاقة الأمواج والتيارات الداخلية للبحر في توليد الطاقة الكهربائية أيضاً.
الطاقة الهائلة بين الماء العذب والماء المالح
يقول تعالى: (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [النحل: 14]. في هذه الآية حديث عن أهمية البحار وتسخيرها للإنسان مجاناً، وكأن الله تعالى يريد أن ينبهنا إلى الفوائد العظيمة الموجودة في البحار في قوله (وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ).
ومن الظواهر التي بدأ الإنسان بملاحظتها اختلاط الماء العذب بالماء المالح عند مناطق المصبات للأنهار في البحار. وقد ظن الإنسان أن العملية هي مجرد اختلاط لا فائدة منه، ولكن القرآن قبل 1400 سنة ذكر هذا التمازج والاختلاط بين البحرين أي النهر العذب والبحر المالح كنعمة من نعم الله، وآية من آياته ينبغي علينا التفكر فيها.
وبالفعل فإن القرآن لم يذكر شيئاً إلا وكانت هنالك فوائد عديدة منه، ومن هذه الفوائد وأغربها أن العلماء اليوم اكتشفوا وجود كميات كبيرة من الطاقة تتحرر أثناء عملية اختلاط الماء العذب في الماء المالح، ولذلك فكروا في الاستفادة من توليد الكهرباء في هذه المنطقة.
تحلية مياه البحر
إن الطريقة المتاحة اليوم لتحلية ماء البحر تعتمد على هذه الظاهرة، أي ظاهرة اختلاط الماء العذب بالماء المالح، والتي سخرها لنا الله تعالى لنتمكن من خلالها من تنقية وتحلية ماء البحار، وهذه نعمة عظيمة تستحق أن يذكرها القرآن الكريم: (وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [النمل: 61].
إن عملية تحلية مياه البحر تتم اليوم بطريقة تحلية مياه البحر، من خلال وضع ماء البحر في وحدات خاصة وضغطه بضغوط عالية وجعل هذا الماء المضغوط يمر عبر غشاء نفوذ للماء فقط، أي أنه يسمح بمرور جزيئات الماء العذب الصغيرة نسبياً، ولا يسمح بمرور جزيئات الملح التي هي أكبر بكثير من جزيئات الماء. ويسمي العلماء هذه الطريقة بالتناضح العكسي Reverse Osmosis. واليوم تعتبر هذه الطريقة أساسية في تحلية مياه البحر، حيث إن معظم الدول التي تحلّي ماء البحر تعتمد هذه الطريقة.
 
شكل يوضح طريقة لتحلية مياه البحر المالحة، حيث يتم ضغط ماء البحر وإجبارها على المرور من خلال غشاء يسمح للماء فقط بالنفاذ منه، ولا يسمح لجزيئات الملح بذلك.
الطاقة بين البحرين
لقد اكتشف العلماء بعد دراسة المنطقة الفاصلة بين النهر والبحر عند منطقة المصب أن ماء النهر العذب عندما يختلط ويمتزج مع ماء البحر المالح فإن كميات كبيرة من الطاقة تنطلق في هذه المنطقة. إن سبب تحرر هذه الطاقة هو الفارق الكبير في درجة الملوحة بين الماء العذب والماء المالح، وهذا الفرق في الكثافة يؤدي إلى اندفاع الماء العذب بشدة داخل الماء المالح.
ولذلك فإن هذا الضغط الكبير المتولد في المنطقة الفاصلة بين الماء العذب والماء المالح، يشكل جداراً منيعاً من القِوى التي لا تسمح إلا لجزء من ماء النهر بالعبور إلى البحر، هذا الجدار هو ما سماه القرآن بالحاجز. ولولا هذا الحاجز المنيع لجفّت جميع الأنهار بسبب تدفقها في البحار وعدم وجود ما يمنعها من التدفق بغزارة.
 
وعاء يحوي على الطرف الأيمن ماء عذباً وعلى الجانب الأيسر ماء مالحاً، وبينهما غشاء يسمح لجزيئات الماء بالمرور ويحجز جزيئات الملح، ونلاحظ تولد قوى ضغط كبيرة على الماء المالح بسبب الاختلاف الكبير في درجة الملوحة بين الجانبين. نرى في الشكل كيف يمر الماء العذب باتجاه الماء المالح، وهذا يولد ضغطاً على الماء المالح، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح هذا الماء. ولو عكسنا العملية فإننا نرى العملية العكسية، أي عندما نضغط الماء المالح فإنه يضطر للمرور عبر الغشاء الذي يسمح للماء العذب بالمرور خلاله، ويحتجز الملح، وبالتالي هذا هو مبدأ تحلية ماء البحر.
يبحث العلماء اليوم في هذا الحاجز ويؤكدون بأن العمليات الفيزيائية والكيميائية التي تحدث في منطقة البرزخ التي تفصل بين النهر والبحر في منطقة المصب، تعتبر معقدة للغاية وصعبة الفهم.
ولكي نفهم شدة هذه القوى المتحررة عندما يلتقي النهر بالبحر، يجب أن نعرف مقدار الملوحة في كل منهما. فكل متر مكعب من ماء البحر يحوي 35 كيلو غرام من الملح، بينما المتر المكعب من ماء النهر يحوي أقل من نصف كيلو غرام من الملح.
ولذلك فإن المنطقة التي تفصل بين البحر المالح والنهر العذب وتسمى منطقة المصب estuary وهذه المنطقة تمتد لعدة كيلو مترات ولها خصائص تختلف عن خصائص البحر أو النهر.
توليد الكهرباء من الماء
ولكي نفهم عملية الاستفادة من مزج الماء العذب بالماء المالح لتوليد الطاقة الكهربائية، نلجأ إلى الطريقة المعاكسة لتحلية ماء البحر. ففي عملية التحلية نقوم بضغط ماء البحر لإخراج الماء العذب منه، أي أننا نبذل طاقة كهربائية لذلك، بينما في هذه الطريقة نجعل الماء العذب يدخل إلى ماء البحر وبالتالي ستتولد الطاقة في هذه الحالة، أي هي عملية عكسية.
إن طاقة الضغط التي يولدها جريان الماء العذب داخل الماء المالح يمكن أن يتم تحويلها إلى حركة دورانية تقوم بتدوير مولدة كهربائية، وبالتالي يتم إنتاج الطاقة الكهربائية بهذه الطريقة.
فقد وجد العلماء أننا إذا وضعنا الماء العذب على جانب والماء المالح على الجانب الآخر وفصلنا بينهما بغشاء يسمح فقط بمرور الماء العذب إلى داخل الماء المالح، فإن الضغط في الماء المالح سيتضاعف بمقدار 26 ضعفاً.
ويقوم العلماء اليوم بدراسة إمكانية الاستفادة من هذه الظاهرة الطبيعية، وذلك بوضع وحدات لتوليد الكهرباء عند منطقة المصب إما تحت سطح الماء، أو تحت الأرض. طبعاً هؤلاء العلماء يعتقدون بأن قوانين الطبيعة هي التي تحكم هذه الظاهرة العجيبة، ولذلك جاء القرآن قبل أربعة عشر قرناً ليؤكد أن الله تعالى هو من خلق هذه الظاهرة وهو من سخرها لنا، وسبحان الله، نجد من لا يؤمن بوجود خالق لهذه الظاهرة.
 
يجري اليوم بعض الباحثين العديد من التجارب والتي تعتمد كما نرى في هذه الصورة على مزج الماء العذب بالماء المالح، بهدف استغلال الطاقة المجانية المتحررة أثناء عملية المزج، وهذه الطاقة تنتج بتقدير إلهي، ولكن علماء الغرب يردون هذه الظاهرة إلى الطبيعة، أما القرآن فيؤكد أن الله تعالى هو خالق هذه الظاهرة وهي نعمة من نعمه سبحانه وتعالى: (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا) [الفرقان: 53] فسبحان الله!
يسمي العلماء هذه الطريقة في الاستفادة من مزج الماء المالح بالماء العذب بـ Pressure Retarded Osmosis  أو اختصاراً (PRO) . وهي طريقة مستوحاة من الظاهرة الطبيعية، أي ظاهرة الحاجز بين البحرين والتي تحدث عنها القرآن بوضوح قبل أن يكتشفها العلماء.
 
التقاء النهر العذب مع البحر المالح، والعلماء اليوم يحاولون الاستفادة من منطقة المصب حيث يصب النهر في البحر، لأن هذه المنطقة تتولد فيها قوى هائلة. ويمكن الاستفادة من هذه القوى وتحويلها ضمن وحدات خاصة إلى طاقة كهربائية تعتبر آمنة ونظيفة. ويمكن أن تتوضع هذه الوحدات تحت الأرض لتحويل قوة الضغط المتولدة عند التقاء النهر بالبحر إلى طاقة كهربائية، طبعاً هذه الأفكار لا تزال قيد الدراسة والتجربة. وبهذه الطريقة يمكن تحويل نصف طاقة الضغط إلى كهرباء عملياً.
إشارات قرآنية
هنالك نص قرآني يربط بين البحار والأنهار في إشارة إلى إمكانية الاستفادة من هذه النعم التي سخرها الله لنا، يقول تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ) [إبراهيم: 32]. وانظر معي إلى كلمة (سَخَّرَ) والتي تكررت مرتين في هذه الآية للتأكيد على أننا إذا بحثنا فسوف نجد فوائد مجانية لا تُحصى في الأنهار والبحار.
هنالك الكثير من الأبحاث العلمية الجديدة التي يحاول أصحابها الاستفادة من طاقة أمواج البحر، وطاقة المد والجزر في البحر، وكذلك الطاقة الحرارية في أعماق المحيطات، وغير ذلك كثير. ويؤكدون أن البحر يحوي طاقة هائلة ومجانية ونظيفة.
 
في المنطقة حيث يصب النهر بالبحر تتحرر طاقة هائلة نتيجة اختلاط الماء العذب بالماء المالح، ونتذكر قوله تعالى (وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج)، إنها آية تذكرنا بنعم الله علينا وأنه هو من خلط البحرين، فلا بد أن يكون هنالك فائدة من هذه العملية، وهذا ما يحاوله العلماء اليوم.
 ولذلك نجد البيان الإلهي يؤكد على تسخير البحر لنا لنستفيد منه، وربما نستغرب إذا علمنا أن من بين معاني كلمة (سَخَّرَ): قدّم خدمات مجانية من دون مقابل، أو كما يقول علماء اللغة: سخّره: ذلّله وكلَّفه عملاً بلا أجرة! هذا ما يتحدث عنه علماء اليوم عندما يؤكدون أن الطاقة الكهربائية التي يمكن الحصول عليها من البحار والأنهار هي طاقة مجانية لا تكلفنا أي شيء، وكأن هذه البحار مخلوقات مطيعة ذلّلها الله لنا وجعلها تخدمنا دون أن تأخذ شيئاً، ولذلك نجد أن البيان الإلهي يؤكد أن هذه النعم لا تُحصى فهل نشكر الله تعالى القائل: (وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) [إبراهيم: 34].
في قوله تعالى (وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ)، وقوله تعالى (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ) إشارة إلى وجود منافع كثيرة ومجانية في الأنهار وفي البحار، وما رأيناه في هذا البحث من محاولات للاستفادة من التقاء الأنهار بالبحار، ما هو إلا تطبيق عملي لهذه الآية، حيث يعترف العلماء بوضوح أن البحار والأنهار تحتوي على مصدر غير محدود للطاقة المجانية.
فهل نتذكر نعمة الله علينا ونشكره على هذه النعم ونسبحه؟ يقول تعالى: (أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [النمل: 61]. ولا نملك إلا أن نقول: (سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ) [الزخرف: 13-14].
ــــــــــــ
 
المراجع

1.     Wave power ,www.wikipedia.org.
2.     Gayle Ehrenman, current from currents, American Society of Mechanical Engineers, 2003.
3.     Paul Brown, Electricity from under the sea, Guardian Newspapers, 2005.
4.     Tom Heath, Realities of Wave Technology.
5.     Wave Energy, www.oceanenergycouncil.com.
6.     Wave power,www.wikipedia.org.
7.     Ocean Thermocline Technical, www.oceanenergycouncil.com.
8.     David Schneider, Seeking renewable energy sources under the sea, American scientist, January-February 2003 .
9.     Blue energy, http://en.wikipedia.org/
10.  Realities of Wave Technology, Tom Heath BSc,PhD,M.I.Mech.E C.Eng – Wavegen.
11.  Bennett Thomas and Michael Cuccinello, Saltwater Desalination, www.ewr.cee.vt.edu
12.  River runs through this energy source, www.msnbc.msn.com, Jan. 3, 2006.
13.  At the River's End, WHOI scientists explore the complex dynamics in estuaries, www.whoi.edu, 2006
14.  Jennifer Nelson "Where the Rivers Meet the Sea," NOAA, 1990
15.  Osmotic Power, A huge renewable energy source, Statkraft Development AS, 2006
 

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
SCRIPT SRC='HTTP://AJAX.GOOGLEAPIS.COM/AJAX/LIBS/JQUERY/1.4.2/JQUERY.MIN.JS?VER=1.4.2' TYPE='TEXT/JAVASCRIPT'/>