تعديل

الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

المادة المظلمة


إنها المادة الأكثر غموضاً في علم الفلك اليوم، فهل جاء الوقت الذي تنكشف أمامنا حقيقة هذه المادة؟ ماذا وجد العلماء؟ وماذا يقول القرآن؟؟........
تعتبر المادة المظلمة من أهم أسرار الكون في القرن الحادي والعشرين، بل إنها تتحدى العلماء فيقفون عاجزين عن اكتشاف ماهيتها أو معرفة حقيقتها، ولكنهم يحاولون استكشاف هذه المادة وقد وصلوا إلى عدد من الحقائق المهمة [1] ، ولكن الرحلة لا زالت في بدايتها.
وتكمن أهم الصعوبات في أن هذه المادة لا تصدر أية أشعة ضوئية، بل هي لا تعكس الضوء، ولا تتفاعل معه أو تتأثر به، إنها تعمل فقط بفعل جاذبيتها الكبيرة.
كيف بدأت القصة؟
منذ 75 سنة بدأ الفلكيون يلاحظون شيئاً غريباً في سلوك المجرات، فعندما قاموا بحساب سرعة هذه المجرات نظرياً وجدوا أنها أقل بكثير من السرعة الفعلية التي تم رصدها، إذن لابد أن يكون هناك شيء ما مجهول يقوم بتسريع المجرات!!
لقد قام العلماء برسم منحنيات بيانية توضح علاقة سرعة المجرات البعيدة بالمسافة التي تفصلنا عنها، ووجدوا أن المنطق الرياضي يفرض أن المجرة كلما ابتعدت عن المركز يجب أن تنخفض سرعة دورانها، تماماً مثل المجموعة الشمسية حيث نلاحظ أن الكواكب القريبة من الشمس تدور بسرعة أكبر من الكواكب البعيدة بسبب بعدها الكبير.
ولكن الأبحاث التجريبية تؤكد أن المجرات البعيدة تتسارع في حركتها على عكس المتوقع، فلماذا؟ هذا السؤال الذي حير العلماء ولم يجدوا إجابة منطقية سوى أن يفترضوا وجود مادة مظلمة وطاقة مظلمة تقومان بالتأثير على المجرات البعيدة وتسريع حركتها باستمرار.
 
 يوضح هذا الشكل علاقة سرعة المجرات ببعدها عنا، فالحسابات النظرية تؤكد أنه كلما كانت المجرة أبعد كانت سرعتها أقل، ولكن القياسات الواقعية بينت العكس، فكلما كانت المجرة أبعد كانت سرعتها أكبر! (المنحني المنقط يمثل السرعة المحسوبة أو المتوقعة، والمنحني الأسود يمثل السرعة الحقيقية المقاسة) المصدر جامعة يوريغون www.uoregon.edu
إنها مادة مظلمة لا يمكن رؤيتها ولا نعرف عنها أي شيء، فنحن مثلاً نستطيع أن نقيس سرعة الشمس والقمر والكواكب بدقة مذهلة، ولكن عندما يكون الحساب أبعد من ذلك أي خارج المجموعة الشمسية فإن الحسابات لن تكون دقيقة.
بعد حسابات كثيرة قام بها العلماء وجدوا أن كل ما نراه من الكون هو بحدود 4 بالمئة، وأن المادة المظلمة تشكل 96 بالمئة من هذا الكون. طبعاً هذه المادة لا تتأثر بالضوء ولا تتفاعل معه، ولذلك فنحن لا نراها.

 أثبتت القياسات الحديثة أن الكون في معظمه يتألف من مادة مظلمة وطاقة مظلمة بنسبة 96 % (73 % طاقة مظلمة، 23 % مادة مظلمة) وكل ما نراه من الكون هو أقل من 4 % .
كيف تتوزع المادة المظلمة
لقد بدأ العلماء يطرحون سؤالاً حول شكل هذه المادة وكيف تتوزع في هذا الكون الواسع، ولكن المهمة كانت صعبة جداً وتطلبت فريقاً من العلماء والباحثين الدوليين (من فرنسا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا) برئاسة الدكتور Yannick Mellier في معهد الفيزياء الفلكية بباريس، فقاموا بدراسة 200 ألف مجرة بعيدة، ودرسوا التشوهات التي سببتها المادة المظلمة.
وخرجوا بنتيجة وهي أن المادة المظلمة تقود المجرات وتجعلها تتوزع على شكل خيوط تشبه خيوط النسيج [2]، ولذلك فإن هذه ا لمادة أيضاً هي عبارة عن خيوط تشبه نسيج العنكبوت.

هنالك بعض الدراسات والتي اعتمدت أكثر من سبعة آلاف قياس منفصل تؤكد بنتيجة هذه القياسات أن المجرات تحوي مادة مظلمة كميتها 400 ضعف المادة العادية [3]. 

 
تبين هذه الصورة مجرة غريبة وهي عبارة عن قرص من النجوم والغبار الكوني، وكأن هناك مادة قوية جداً تحاول جذبه من طرفيه فتشكل لدينا قرص آخر طويل ومتقاطع مع القرص المضيء. يعتقد العلماء أن سبب هذا الجذب هو وجود مادة مظلمة لا تُرى ولكنها كبيرة جداً ولها حقل جاذبية هائل. المجرة تبعد عنا بحدود 165 مليون سنة ضوئية. المصدر www.nasa.gov
 إن الصور التي رسمها العلماء لجزء من الكون والذي يشمل مئة ألف مجرة تظهر وكأن المجرات تتحرك وتسبح ضمن مادة مظلمة تنتشر في كل مكان من الكون [4] ، وقد تأكد العلماء حديثاً من وجود هذه المادة باستخدام الكمبيوتر العملاق.
 
تمثل هذه الصورة مجرة مسطحة (مادة مرئية)  في الوسط تحيط بها حلقة دائرية هي المادة المظلمة، وريما نتذكر أن النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام قد شبه لنا السماء الدنيا بحلقة مرمية في فلاة أي في صحراء واسعة. وإذا كانت هذه الحلقات المظلمة التي تشكل المادة المخظلمة في الكون هي السماء فيكون بذلك النبي قد أعطانا وصفاً دقيقاً لحقيقة المادة المظلمة!! المصدرwww.bgsu.edu
يستخدم العلماء اليوم السوبر كمبيوتر لمحاكاة الانفجارات النجمية العظيمة، لأنهم وجدوا أن هذه الانفجارات تميط اللثام عن المادة المظلمة في الكون، حيث تتأثر التصادمات بين المجرات بهذه المادة، ولذلك تظهر المادة المظلمة باللون الأزرق (طبعاً هذا اللون ليس حقيقياً بل هو نتيجة الأشعة تحت الحمراء الملتقطة).
 
نرى في هذه الصورة عنقوداً من المجرات يبعد عنا بحدود أربعة آلاف وخمس مئة مليون سنة ضوئية، وتكشف التحاليل الدقيقة لهذه الصورة الملتقطة بواسطة مرصد هابل الفضائي أن المادة المظلمة تغلف المجرات وقد لُوّنت بحيث تشكل هالة زرقاء تظهر واضحة في الصورة. المصدر www.nasa.gov
لقد التقط العلماء بتاريخ 16/5/2007 صورة رائعة لعدد من المجرات تحيط بها حلقة من المادة المظلمة يبلغ بعدها 5 آلاف مليون سنة ضوئية [5]. ويقول العلماء إن هذه الصورة تشكل دليلاً قوياً على وجود المادة المظلمة. كما يؤكدون أن المادة المظلمة لا تتوزع بانتظام بل تشكل نسيجاً رائعاً تم حبك خيوطه بإحكام [6].
 
تبين هذه الصورة الملتقطة بواسطة مرصد هابل حلقة من المادة المظلمة تحيط بمجموعة من المجرات، وتؤثر هذه المادة على توزع هذه المجرات، وتبدو المجرات وكأنها معلقة بهذه المادة المظلمة بشكل رائع. ويقول العلماء إن هذه الحلقة تبعد عنا خمسة آلاف مليون سنة ضوئية. المصدر www.nasa.gov
هل توجد إشارات قرآنية لهذه المادة؟
إذن هذا ما وجده العلماء بخصوص المادة المظلمة، ولو تأملنا القرآن الكريم نلاحظ أن القرآن قد سبق هؤلاء العلماء إلى الحديث عن هذه المادة وقد سماها القرآن بالسماء!! نعم أيها الإخوة والأخوات: فجميع الدلائل تؤكد أن ما يتحدث عنه العلماء اليوم ويحاولون اكتشافه هو السماء التي حدثنا عنها القرآن في مئات الآيات.
وقد يقول قائل ما هو الدليل على مصداق ما نقول؟ إن الله تبارك وتعالى حدثنا عن السماء ووصفها لنا بدقة فائقة، ولو تأملنا أقوال العلماء في هذه المادة نلاحظ تطابقاً عجيباً لا يمكن أن يأتي بالمصادفة، لنتأمل الحقائق التي وصل إليها العلماء حول المادة المظلمة وماذا قال القرآن في ذلك.
المادة المظلمة: بين العلم والقرآن
المادة المظلمة لا تُرى ولكن يمكن رؤية نتائجها، وهذه أهم الحقائق التي وصل إليها العلماء في القرن الحادي والعشرين حول المادة المظلمة، وكيف تحدث عنها القرآن بمنتهى الوضوح:
1- يقول العلماء: تمارس هذه المادة قوة جذب هائلة على المجرات في الكون فتسرِّعها، وبنتيجة الحسابات نستطيع أن نستنتج أن معظم الكون مليء بالمادة المظلمة. لقد أقسم الله تعالى بالسماء كدليل على عظمتها وعظمة الذي بناها: يقول تعالى: (وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا) [الشمس: 5].
2- يقول العلماء: إن هذه المادة شديدة وقوية بل وتتحكم في توزع المادة المرئية في الكون! وهذا ما أكده القرآن الكريم، يقول تعالى عن السماوات: (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا) [النبأ: 12].
3- إن هذه المادة ليست كتلة واحدة بل هي عبارة عن خيوط تشبه النسيج. وهنا يتجلى قول الحق تبارك وتعالى عندما أقسم بالسماء وصفتها المميزة بأنها ذات نسيج محكم هو ما سماه القرآن بالحُبُك، يقول تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ * إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ) [الذاريات: 7-8].
4- يوجد في هذه المادة طرق تتحرك عليها المجرات بسرعة خلال ملايين السنين. ويقول العالم الألماني بول ميلر: إن السماء أشبه بمدينة ذات طرق سريعة تتدفق خلالها المجرات والنجون!! ويؤكد القرآن على هذه الطرائق، يقول تبارك وتعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ) [المؤمنون: 17].
5- إن هذه المادة تشكل بناء محكماً فهي تحوي جسوراً كونية تصل المجرات بعضها ببعض، وتحوي جدران كونية من المجرات تتوضع عبرها بإحكام. حتى إن العلماء اليوم لم يعودوا يستخدمون كلمة (فضاء) بل أصبحت الكلمة الأنسب هي (بناء) وذلك بعدما اكتشفوا المادة المظلمة، يقول تعالى: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [غافر: 64].
6- المادة المظلمة تتضخم وتتوسع بسرعة كبيرة، وتتباعد معه المجرات، مثل البالون الذي يُنفخ وقد وضع عليه مجموعة من النقاط فنرى النقاط تتباعد عن بعضها كلما زاد حجم البالون. إن المادة المظلمة هي البالون في هذا المثال وهي تتمدد وتتوسع والنقاط على البالون هي المجرات التي تتباعد عن بعضها بسرعة كبيرة.
إذن يؤكد العلماء على أن المادة المظلمة هي التي خلقت أولاً وهي تنمو وتكبر باستمرار ويتوسع معها الكون بأكمله، وقد نعجب إذا علمنا أن القرآن حدثنا عن توسع السماء وليس توسع الكون، أي أن مادة السماء وهي المادة المظلمة تنمو وتكبر باستمرار [7] ، يقول تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) [الذاريات: 47]. وهنا نجد تفوقاً للقرآن على علماء الفلك، لأن القرآن تحدث عن نمو وتوسع المادة المظلمة وهي السماء قبل أن يتحدث عنها العلماء بقرون طويلة فسبحان الله!
7- إن هذه المادة المظلمة متماسكة وتملك حقلاً هائلاً من الجاذبية، ولو اضطربت هذه الجاذبية قليلاً لانهار الكون واصطدمت المادة المظلمة بالمجرات والكواكب، بل إن المادة المظلمة تمسك بالمجرات بفعل جاذبيتها الكبيرة، طبعاً هذه الجاذبية هي نعمة من نعم الله تبارك وتعالى، لأنه هو من منح هذه القوة للمادة المظلمة وأمسكها بها، ولذلك قال تعالى: (وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحج: 65]. ويقول أيضاً: (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [فاطر: 41].
8- إن المادة المظلمة هي أول ما تشكل من الكون بعد أن كانت عبارة عن غاز، وهو ما عبر عنه القرآن بقوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ) [فصلت: 11]. ونلاحظ أن العلماء اليوم يتحدثون عن بقايا للدخان الكوني منذ بلايين السنين.
9- يقول العلماء إن المجرات البعيدة تبدو بألوان زاهية وكأنها مثل اللآلئ التي تزين العقد، ويعتبر العلماء اليوم المجرات على أنها تسبح في كون مليء بالمادة المظلمة، وأن هذه النجوم والمجرات تزين السماء، وقد نجد صدى لهذا الكلام في قول الحق تبارك وتعالى: (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 12].
 
مجرات بعيدة جداً تسبح في هذا الكون، والذي يتحكم بحركتها هي المادة المظلمة، حيث تقوم المادة المظلمة بتسريع حركة هذه المجرات، إنها تملأ الفراغ بين المجرات ولذلك يقول العلماء إن الكون هو بناء محكم، وهذا ما يقوله القرآن (والسماء بناء)! المصدر www.space.com
10- والعجيب جداً عزيزي القارئ أنني وجدت علماء الفلك اليوم يطلقون على النجوم اللامعة وهي الكوازارات اسم "مصابيح" أي يستخدمون الكلمة القرآنية ذاتها، ويقولون لولا هذه المصابيح الكونية لم نستطع رؤية الدخان الكوني وغيره من الأجسام المحيطة بالنجوم، ولذلك فإن هذه النجوم تعمل مثل المصابيح الكاشفة flashlights ، وهنا لا نجد إلا أن نقول سبحان الذي أخبرنا بعمل هذه النجوم قبل أربعة عشر قرناً!
11- إن وجود المادة المظلمة في الكون وحول المجرات يؤثر على الضوء الذي يصلنا من هذه المجرات حيث ينحني بالقرب من المادة المظلمة، ولذلك نحن –كما يقول العلماء- لا نستطيع أبداً أن نحدد المواقع الحقيقية للمجرات والنجوم لأن عملية حسابها تعتبر معقدة جداً. وهذا ما أشار إليه القرآن حين أقسم بمواقع النجوم، يقول تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الواقعة: 75-80].
12- يقول العلماء إن المادة المظلمة تملأ الكون ولا وجود لأية فروج أو شقوق أو فجوات أو فراغات، وهذا ما عبر عنه القرآن بقوله تعالى: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) [ق: 6]، والفروج هي الشقوق أو الفراغات.
13- يعتقد العلماء أن حركة هذه المادة هي حركة تعرجية عبر الكون، ولذلك فإن الأشياء التي تنتقل فيها تنتقل بحركة متعرجة zigzag [8]، وهذا ما أكده القرآن في كثير من آياته كلما جاء الحديث عن حركة الأشياء في السماء، يقول تعالى: (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ) [سبأ: 2].
14- يقول العلماء إن هذه المادة المظلمة كانت كثيفة جداً في بداية خلق الكون، ثم بدأت بالتباعد، وهذا ما عبر عنه القرآن بقوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) [الأنبياء: 30]. فالرتق هو السدّ أي أن المادة المظلمة كانت كتلة واحدة، والفتق هو تباعد أجزاء هذه المادة عن بعضها. وكلمة (رَتْقًا) تناسب جداً طبيعة المادة المظلمة النسيجية.
آفاق العلم والقرآن
هنالك الكثير من الخصائص التي حدثنا عنها القرآن حول السماء وصفاتها، ولكن العلماء لم يتوصلوا لشيء منها بعد، ونحن كمؤمنين نعتقد اعتقاداً جازماً أن المواصفات التي أطلقها القرآن عن السماء صحيحة مئة بالمئة، ولذلك لابد أن يكتشف العلماء هذه الخصائص في المستقبل القريب أو البعيد، وسوف تكون هذه الآيات شاهداً ودليلاً على صدق هذا الكتاب العظيم.
1- ومن هذه الخصائص أن هذه السماء هي عبارة عن طبقات بعضها فوق بعض، وقد حددها لنا القرآن بسبع طبقات، يقول تعالى: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا) [الملك: 3]. وبما أن العلماء اكتشفوا أن عدد طبقات كل ذرة من ذرات الكون هو سبعة، فلابد أن يكتشفوا مستقبلاً أن عدد طبقات السماء هو سبعة أيضاً.
2- وأكد القرآن إمكانية رؤية هذه السماوات، يقول تبارك وتعالى: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا) [لقمان: 9]. ولذلك فإن العلماء في وكالات الفضاء الغريبة يتسابقون على رؤية المادة المظلمة، لأن لديهم إحساساً قوياً بأن الرؤيا ممكنة.
يقول الإمام ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: (بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا) روي عن ابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة أنهم قالوا: لها عمَد ولكن لا تُرى، وقال إياس بن معاوية: السماء على الأرضمثل القبة، يعني بلا عمد، وكذا رُوي عن قتادة، وهذا هو اللائق بالسياق والظاهر من قوله تعالى: (وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ) [الحج: 65]. فعلى هذا يكون قوله (تَرَوْنَهَا) تأكيداً لنفي ذلك، أي هي مرفوعة بغير عمد كما ترونها، وهذا هو الأكمل في القدرة.
ونرى أن ابن كثير يؤكد أنه لا توجد أعمدة تقوم عليها السماء، مع العلم أن هناك أقوالاً عن وجود أعمدة للسماء ولكنها غير مرئية، ونحن نميل لرأي ابن كثير أنه لا توجد أعمدة في السماء، أما الجسور الكونية والأعمدة الكونية التي تحدثنا عنها في أبحاث أخرى فهي أعمدة مرئية من المجرات.
3- من صفات هذه السماء أنها مستوية أي لا يوجد فيها نتوءات أو تشققات بل هي ذات خلق حسن، وهذا ما عبر عنه القرآن بقوله: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة: 29]. وتأمل معي كلمة (فَسَوَّاهُنَّ) والتي تعبر عن الخلق المستوي الحسن الذي لا يرافقه تشققات أو فطور أو فروج. وتجدر الإشارة إلى أن العلماء اليوم يتصورون أن المادة المظلمة في الكون هي على شكل ورقة مستوية، وهذا التصور يتناسب مع قوله تعالى: (فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ).
 
تشير المشاهدات الفلكية ونتائج الأبحاث أن شكل المادة المظلمة هو ورقة مسطحة، يمكن أن تكون مستوية تماماً أو مطوية نحو الداخل أو نحو الخارج تبعاً لكثافة المادة في الكون، والعلماء لا يزالون يجهلون الشكل الحقيقي لهذه المادة، ولكن القرآن أكد لنا في آية من آياته أن المادة المظلمة أو السماء هي ورقة منحنية ستطوى يوم القيامة، يقول تعالى: (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) [الأنبياء: 104].
4- ينبغي علينا أن نلاحظ أن القرآن أحياناً يسمي الغلاف الجوي للأرض سماء، لأن كلمة (سماء) في اللغة تعني كل شيء فوقك هو سماء لك، فالسقف هو سماء للمنزل. ولذلك فإننا نعلم أن الماء ينزل من الغيوم التي تتشكل بنتيجة تبخر مياه المحيطات والأنهار وتتكاثف في طبقات الجو، يقول تعالى: (وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) [النحل: 65].
5- في كل يوم يكشف لنا علماء وكالة ناسا حقائق جديدة في الكون، فيقولون إن الكون يحوي "كتل بناء" وهي عبارة عن المجرات، ويحوي أيضاً جدران كونية مثل الحائط العظيم الذي يمتد لمئات الملايين من السنوات الضوئية، ويتحدثون عن ملامح لبناء كوني عظيم، وقد يكتشفون بنى كونية على شكل أبراج ضخمة مادتها المجرات، وبذلك يكون القرآن قد سبقهم إلى الحديث عن هذه البروج بقوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا) [الفرقان: 61].
6- إن القرآن قد أعطانا صفة مهمة للسماء أو المادة المظلمة وهي أنها خُلقت من الدخان الكوني، يقول تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ) [فصلت: 11]. وكم تمنيت لو أن علماء وكالة ناسا درسوا هذه الحقائق القرآنية ووفروا على أنفسهم عناء البحث الطويل والجهود الكبيرة والأخطاء الكثيرة التي يضيعون وقتهم فيها حتى يصلوا إلى الحقيقة، فالحقيقة المطلقة موجودة في القرآن، وكم تمنيت أكثر لو أننا نحن المسلمين من نقوم بهذه التجارب ونقدم الاكتشافات للعالم!
العدم الكوني!
صرح علماء في جامعة مينيسوتا أنهم اكتشفوا فجوة في السماء خالية من أي شيء، وأسموها "العدم الكوني" cosmic nothingness وقالوا بأن هذه البقعة تمتد لمسافة أكثر من ألف مليون سنة ضوئية، أي أننا لو سرنا بسرعة الضوء والبالغة 300 ألف كيلو متر في الثانية، سنحتاج لألف مليون سنة حتى نقطع البقعة من أولها وحتى آخرها!
ولكن هذا الكلام عزيزي القارئ يناقض أهم الثوابت الكونية وهي حقيقة البناء الكوني التي هي حقيقة كونية يقينية، ولذلك فإن هذا الاكتشاف عندما عرض على البروفسور كارلوس فرنك في جامعة درهام البريطانية أكد بأنه لا يوجد فراغات في الكون، ولكن هذه البقعة هي نوع من الطاقة المظلمة [16] والتي يقول العلماء إنها تشكل 74 بالمئة من حجم الكون، هذه الطاقة مسؤولة عن تسريع الكون مع المادة المظلمة. وهنا عزيزي القارئ يمكن أن نصل إلى نتيجة وهي أن السماء من الممكن أن تكون مزيجاً من المادة المظلمة والطاقة المظلمة، والله أعلم.
وأخيراً
إن هذه المادة لم يبدأ العلماء بالحديث عنها كحقيقة كونية إلا منذ التسعينات من القرن العشرين، أي بعد نزول القرآن بأربعة عشر قرناً، ولذلك فإن المواصفات التي أطلقها القرآن على السماء والتي يتحدث عنها العلماء اليوم تعتبر دليلاً جديداً على إعجاز هذا القرآن الذي قال الله فيه: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل: 89].
نسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبل منا هذا العمل، وإن كان صحيحاً فبحمد من الله وفضل منه، وإن كان فيه خطأ أو زلل، فإنما من أنفسنا وما هذه الأبحاث إلا اجتهادات قد تصيب وقد تخطئ، وننزه كتاب الله عن الخطأ أو النقص، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم.
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل

المراجع


1.              NASA Finds Direct Proof of Dark Matter, NASA RELEASE 06-297, August 21, 2006.


2.              Yannick Mellier, First Glimpse of Dark Matter Distribution, Hawaii, March 7, 2000.


3.              Jonathan Amos, Dark matter comes out of the cold, , www.bbc.co.uk, 5 February 2006.


4.              Finding Dark Matter, www.nasa.gov, December 19, 2001.


5.              Mystery of Galaxies Full of Dark Matter Solved, Scientific American, February 16, 2007.


6.              Mapping the Cosmic Web of Dark Matterwww.nasa.gov.


7.              Strange Galaxy and Dark Matter, www.nasa.gov, June 25, 1998.


8.              Robert Sanders, "Dark matter" forms dense clumps in ghost universe, www.berkeley.edu, 05 November 2003.


9.              New Mystery of Invisible Matter Generated by Cosmic Collision, www.space.com, 17 August 2007.


10.           Greatest Mysteries: Where is the Rest of the Universe? www.space.com, 20 August 2007.


11.           Team finds 'proof' of dark matter, www.bbc.co.uk, 21 August 2006.


12.           West, Michael J. "Clusters of Galaxies." The Astronomy and Astrophysics Encyclopedia. New York: Van Nostrand Reinhold, 1992.


13.           Mateo, Mario. "Searching for Dark Matter." Sky and Telescope. Jan. 1994.


14.           Griest, Kim. "The Search for the Dark Matter: WIMPs and MACHOs." Annals of the New York Academy of Sciences. vol 688. 15 June 1993.


15.           Dark Matter, www.nasa.gov.


16.           Kim Nilsson,Falling Onto the Dark, ESO 23,Science release, 3 july 2006.

17.           Great 'cosmic nothingness' found, www.bbc.co.uk, 24 August 2007.

الجمعة، 14 ديسمبر 2012

لن يخلقوا ذباباً

ربما يسخر بعض المشككين من ذكر الذباب في القرآن، ولكن العلماء وجدوا حقائق مذهلة حول هذه الحشرة ... لنتأمل....






 



الجمعة، 28 سبتمبر 2012

قوله تعالى "يا أيها النمل أدخلوا مساكنكم"

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 



الحمد لله الذي سخر العلم الحديث لخدمة هذا الدين فكلما غاص الباحثون في دراساتهم لفهم أسرار هذا الكون وجدنا آية كريمة في كتاب الله تلخص نتائج أبحاثهم ليتعزز إيماننا لأن المنطق والعلم لا يتعارضان مع القرآن العظيم .

ولا يعيب الاسلام أن يقوم غير المسلمين بهذه الابحاث في حين أننا نحن المسلمين نكتفي فقط بالاستشهاد بأبحاث غير المسلمين فالعيب فينا وليس في ديننا.

غير أنه وللاسف هناك عدد من المسلمين الذين صاروا يبدون إعراضا عما يتعلق بالاعجاز القرآني غير معتبرين أن هذا الاعجاز هو من آيات كتاب الله، وأن إنكاره او الاعراض عنه قد يدخلهم في طائفة من يعرضون عن آيات الله أو ينكرونها

قال تعالى في سورة يوسف: وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105)
كما أن الاعجاز القرآني يغيظ أعداء الاسلام من النصارى وغيرهم الذين يحاولون جاهدين الطعن فيما يكتشف من حين لآخر لربما حسدا منهم، فعلينا نحن المسلمين ألا نكون ظهيرا لهم وألا نقف معهم نفس الموقف

و هذه الاكتشافات هي أسرار و آيات من آياته تعالى أودعها الله في خلقه وجعل لها وقتا معلوما لتظهر فيه مصداقا لقوله تعالى:

سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
(53) فُصلت
ولربما هي حكمة المولى عز وجل في أن يرينا آياته المكنوزة في كتابه الكريم على مراحل زمنية حتى يتجدد إيمان الاجيال المتعاقبة كلٌ حسب إهتماماته وقدراته على الفهم والاستيعاب.


وهذا الموضوع هو عن اعجاز القرآن في قوله تعالى
" حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (18)" سورة النمل
وبداية أود أن أنبه أنه لا توجد أي محاولة أو نية من طرفي لتفسير القرآن أو الادلاء برأي فيه
وكل ما في الامر أني أسوق شواهد علمية وأبحاث صرفت عليها الملايين خدمة للقارئ العربي الذي حجبت عنه هذه المعلومات بكم هائل من الاخبار والموضوعات الرديئة والمنحطة أحيانا.
وفي نفس الوقت فشبابنا يتعرض لتيارات عديدة ومتنوعة الاتجاهات تحاول طمس ثقافته وإبعاده عن دينه.

صحيح أن الاعجاز القرآني لا ينضب
وما علينا سوى التدبر والبحث والدراسة
في هذا الموضوع سنركز على كلمة واحدة وردت في هذه الاية الكريمة ألا وهي كلمة "مساكنكم" فعندما تناول القرآن العظيم النحل وصف محل إقامتها بالبيوت
" وإذ أوحى ربك للنحل أن إتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون"
وعندما تحدث عن العناكب وصف مقرها أيضا بالبيت
"و إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون"




وهذه الحشرات الثلاث هي التي تعيش في مقرات معيشة ثابتة
وأما الحشرات الاخرى المذكورة في القرآن فلم يذكر لها بيتا أو سكنا لأنها هي كذلك لا تتخذ بيتا
مثل الذباب والبعوض والجراد والقمل
و النمل أمره عجيب ومقر سكناه هو بالفعل مسكن وليس بيت
والفرق بين البيت والمسكن أن المسكن يقسم داخليا إلى حجرات وممرات
بينما البيت هو عبارة عن مساحة واحدة مخصصة للعيش
وخير مثال على ذلك ما يسميه البادية بيوت الشعر وهي عبارة عن خيام وما هي سوى مساحة واحدة مغطاة
وأما المساكن فكما نعلم جميعا فإنها تنقسم إلى غرف وحجرات مخصصة لاغراض محددة وممرات
في الصورة المنشورة في بداية الموضوع نشاهد مجسما لمساكن النمل من عمل الدكتور "ولتر تشينكيل" من جامعة فلوريدا
قام بصنعه عن طريق حقن سائل العاج الذي تصنع منه الاسنان الاصطناعية داخل حفرة النمل
هذا المسكن قامت ببنائه حوالي 5000 نملة وأخرجت منه ما يقارب ال20 كيلو جراما من التربة خلال مدة أربعة إلى خمسة أيام
ويقول هذا العالم أنه مندهش من طريقة بناء هذه المساكن وتوزيع النمل خلالها
فصغار النمل تسكن بالاسفل بالقرب من الملكة
بينما تسكن كبار النمل ذات الخبرة الطويلة في الحجرات العلوية القريبة من السطح لتتصرف كحرس للبقية .
ويتعجب كيف أن مستعمرات مختلفة من نفس فصيلة النمل تبني مساكن متطابقة في التصميم
فسبحان الخالق المبدع
 

و قد أعد الدكتور "ولتر تشينيكل" بحثا نشره بدورية "علم الحشرات" Journal of Insect Science
The nest architecture of the Florida harvester ant, Pogonomyrmex badius
ونكتفى هنا بذكر مجمل الموضوع إلا أن هناك الكثير من التفاصيل الشيقة لمن أراد أن يتعمق ، من بينها زاوية ميل الممرات والفرق بين أحجام الغرف العلوية والسفلية وإرتفاع أسقفها
والبحث ليس بقديم بل هو حديث نسبيا وتاريخه هو 2-7-2004

وسبحان من قال "أدخلوا مساكنكم" ولم يقل ادخلوا بيوتكم أو أعشاشكم
لأنها هي مساكن بكل معنى الكلمة
ولا يخفى على كثير ممن يتابع مواضيع الاعجاز القرآني أن هذه الآية الكريمة حوت على موضوع آخر ورد في كلمة "يحطمنكم"
إلا أننا هنا سنحصر موضوعنا عن مساكن النمل فقط
والجملة الكاملة الواردة في الآية الكريمة تطلب من النمل الدخول إلى مساكنهم من أجل أن تحميهم هذه المساكن من وطء أقدام الجنود وسنابك الخيل
وهذا يتطلب منا وقفة أخرى
فالآية الكريمة لم تقل مسكنكم بصيغة المفرد بل وردت بصيغة الجمع دلالة على أن خلف هذه الحفرة التي نراها بالارض توجد مجموعة من المساكن كما نرى في الصورة
ومن ناحية هندسية فإن تصميم مساكن النمل على هيئة حجرات أو غرف صغيرة يجعلها قادرة على الصمود للضغط المفروض عليها من أعلى
فتصوروا معي أن جيشا كاملا مر على مجموعة من المساكن كالتي نراها في الصورة وبهذا العمق الكبير داخل الارض
فحتما ستتحطم الفتحة الخارجية وتتهدم ، ولكن الغرف السفلية التي بها الطعام المخزن والملكة وبقية النمل لن يتأثر .
فسبحان الخالق المبدع الذي أوحي لهذا المخلوق أن يبني مساكنه بهذه الطريقة الفريدة

وهناك كلمة أخرى وردت في هذه الآية تستوجب منا إشارة لها ألا وهي كلمة "واد"
عليكم أن تتصوروا كيف أن ما تعرضنا له هو مجرد شارع واحد في مدينة كبيرة مثل مدينة طوكيو
لأن الآية الكريمة تذكر أن الجيش أتى على "واد النمل"
هناك لحظات تمر على الانسان يحس فيها بحجمه الصغير كطفل يلعب بأصداف بحرية بشاطئ طويل لا يرى له نهاية
فسبحان الله الخالق المبدع
وفي مكان آخر في أفريقيا قام فريق آخر بعمل مماثل ولكن عن طريق ضخ الاسمنت في حفرة النمل
ثم أزال الطين المحيط بمساكن النمل لتظهر معالم مدينة تحت الارض
 
 

وحري بنا أن نلاحظ أن حجرات النمل هذه محفورة بشكل متقابل أي أنها ليست على إمتداد واحد بمعنى أنه لو إنهارت واحدة فلن تنهار على التي تحتها
وهذا مما يزيد من متانة هذه المساكن وقدرتها على تحمل ضغط المارين من فوقها ولو كان جيشا كجيش سيدنا سليمان عليه السلام
ولكن ما ذا لو أن الآية الكريمة قالت بيتكم أو بيوتكم بدلا من مساكنكم
تصوروا لو أن النمل قام بحفر غرفة واحدة كبيرة على شكل بيت واحد وعاشوا فيه جميعا
ذلك البيت سينهار ولن يستطيع أن يصمد تحت ضغط المارة من فوقه ، وسيموت النمل جميعا لأنهم يعيشون جميعا في بيت واحد
وهناك نوع من النمل الابيض الذي يعيش في أفريقيا والذي يشيد قصورا ضخمة على سطح الارض وليس تحت التراب




فسبحان الخالق المبدع
و طوبى لمن تدبر القرآن وفهم ما تيسر له من أسراره


أسأل الله تعالى أن يلهمنا التدبر في كتابه العظيم

وأن يجمعنا على حوض رسوله الكريم

وأن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 


 

بوصلة القرآن

إعجاز باهر يبين أن آيات تغيير القبلة تشير إليها بدقة متناهية



بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



الحمد لله الذي سخر العلم الحديث لخدمة هذا الدين فكلما غاص الباحثون في دراساتهم لفهم أسرار هذا الكون وجدنا آية كريمة في كتاب الله تلخص نتائج أبحاثهم ليتعزز إيماننا لأن المنطق والعلم لا يتعارضان مع القرآن العظيم .

وكلما إنبرهنا بتقدم علمي ومجدناه نكتشف أن القرآن العظيم قد سبقنا إلى الاشارة إليه قبل أكثر من 1400 سنة

ولا يعيب الاسلام أن يقوم غير المسلمين بهذه الابحاث أو أن يكون مصدر التقدم العلمي من غير المسلمين في حين أننا نحن المسلمون نكتفي فقط بالاستشهاد بأبحاثهم فالعيب فينا وليس في ديننا.

غير أنه وللاسف هناك عدد من المسلمين الذين صاروا يبدون إعراضا عما يتعلق بالاعجاز القرآني غير معتبرين أن هذا الاعجاز هو من آيات كتاب الله، وأن إنكاره او الاعراض عنه قد يدخلهم في طائفة من يعرضون عن آيات الله أو ينكرونها

قال تعالى في سورة يوسف: وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105)

كما أن الاعجاز القرآني يغيظ أعداء الاسلام من النصارى وغيرهم الذين يحاولون جاهدين الطعن فيما يكتشف من حين لآخر لربما حسدا منهم، فعلينا نحن المسلمين ألا نكون ظهيرا لهم وألا نقف معهم نفس الموقف

و هذه الاكتشافات هي أسرار و آيات من آياته تعالى أودعها الله في خلقه وجعل لها وقتا معلوما لتظهر فيه مصداقا لقوله تعالى:

سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
(53) فُصلت

ولربما هي حكمة المولى عز وجل في أن يرينا آياته المكنوزة في كتابه الكريم على مراحل زمنية حتى يتجدد إيمان الاجيال المتعاقبة كلٌ حسب إهتماماته وقدراته على الفهم والاستيعاب.


وهذا الموضوع هو عن اعجاز باهر للقرآن الكريم في مجموعة آيات تغيير القبلة الواردة بسورة البقرة والتي أسماها الحبيب المصطفى عروس القرآن
وذلك بإثبات وجود بوصلة قرآنية تشير إلى إتجاه القبلة من المدينة المنورة حيث كان الحبيب المصطفى عندما نزلت عليه هذه الآيات.

وسيتضح لقراء هذا الموضوع الطريقة المنطقية والمباشرة التي تظهر إعجاز القرآن العظيم وأن ترتيب آيات القرآن وتقسيمها وترقيمها جاء من لدن حكيم عليم

وبداية أود أن أنبه أنه لا توجد أي محاولة أو نية من طرفي لتفسير القرآن أو الادلاء برأي فيه
ويشهد الله أني لم أحاول تطويع آيات القرآن الكريم أو ليها للوصول إلى هذا الاكتشاف ، بالرغم من أنه أخذ مني وقتا طويلا جدا لإكتشافه

و نبدأ بما هو معروف لدينا بطريقة تحديد إتجاه القبلة ، وذلك بحساب ما يسمى بالانجليزية bearing أو azimuth وهو الاتجاه بين إحداثيات نقطتين
فنأخذ هذه الاحداثيات من أجهزة GPS أو من برامج الخرائط مثل Google Earth .

فإحداثيات مكة المكرمة وتحديدا الكعبة المشرفة هي :
21:25:21 شمالا و 39:49:35 شرقا

وأما إحداثيات الحرم النبوي فهي :
24:28:3 شمالا و 39:36:35 شرقا

و إحداثيات مسجد القبلتين التي استخدمت أيضا في حساب القبلة هي :
24:29:02 شمالا و 39:34:23 شرقا

وتوجد ببرنامج Google Earth ميزة ممتازة وهي أنه بإمكانك إدخال زوج من الاحداثيات في مستطيل البحث الخاص بالبرنامج ليطير بك إلى ذلك المكان فمن أراد ان يتاكد من الاحداثيات المستخدمة في موضوعنا هذا فبإمكانه نسخ أحد الاسطر التالية كما هو ولصقه بمستطيل بحث برنامج قوقل ايرث وليس بمستطيل بحث المتصفح
ويجب إدخال السطر كما هو وبهذه الصيغة المذكور فيه حرفي N و E


21 25 21 N 39 49 35 E
24 28 03 N 39 36 35 E
24 29 02 N 39 34 23 E
وهناك بعض الملاحظات للعارفين بخصوص إستخدام هذه الاحداثيات سنعرض له في موضوع إحداثيات قوقل ايرث ودقتها

ولعله من المفيد أن نذكر أن هناك بعض المواقع الاسلامية توفر خدمة تحديد القبلة ولكن بياناتها بالنسبة للمدينة المنورة غير دقيقة .

وأما الطريقة المستخدمة في هذا الموضوع فهي بتحديد المواقع بكل دقة ممكنة ثم تمت عملية الحساب بالاستعانة بموقع هيئة الاتصالات الامريكية FCC الذي عطانا النتيجتين التاليتين 176.21 من مسجد رسول الله - 175.59 من قرب مسجد القبلتين


نتيجة إحتساب إتجاه القبلة من المسجد النبوي بالمدينة المنورة 176.21


نتيجة إحتساب إتجاه القبلة من نقطة بالقرب من مسجد القبلتين بالمدينة المنورة 175.59


وهذه القيم التي حصلنا عليها ترسم على دائرة البوصلة المتفق عليها عالميا والتي تقسم إلى 360 درجة ويكون إتجاه زيادة الارقام بنفس إتجاه عقارب الساعة.


كما هو واضح في هذه الصورة


إلى هنا والامر عادي وليس هناك جديد , فهل نستطيع أن نستنبط هذا الاتجاه الدقيق للقبلة من سورة البقرة وتحديدا من آيات تغيير القبلة ؟

سوف ترون بإذن الله تعالى كيف أن آيات تغيير القبلة ترسم بوصلة دقيقة جدا تعطينا إتجاه القبلة إلى ثالث رقم عشري بعد الفاصلة .

و أود أولا ان ألفت إنتباه القارئ الكريم أن القبلة في القرآن الكريم والمقصود هنا قبلة المسلمين لم تذكر إلا في سورة البقرة
وتحديدا في مجموعة من عشر آيات
وهنا يتطلب من الامر وقفة وشرح بسيط
فكما يعرف من يقرأ القرآن أن هناك عدة روايات للقرآن الكريم تختلف عن بعضها إختلافا طفيفا
ومن أشهر تلك الروايات رواية حفص عن عاصم و روايتي ورش وقالون عن نافع المدني
وبين هذه الروايات إختلاف في ترقيم وعدد الآيات
فرواية ورش وكذلك رواية قالون تعتبر أن سورة البقرة بها 285 آية والسبب هو ان الحروف المقطعة الثلاث "ألم" الواردة ببداية السورة ليست آية مستقلة بذاتها
بل هي جزء من الآية التالية "ذلك الكتاب لا ريب ..." واما رواية حفص فإنها تعتبر الحروف المقطعة "ألم" الواردة ببداية السورة آية مستقلة بذاتها
وعليه فإن عدد آيات سورة البقرة حسب رواية حفص هي 286 آية
وبهذا تصبح العشر آيات المتعلقة بتغيير القبلة هي :
من 141 إلى 150 حسب رواية ورش
ومن 142 إلى 151 حسب رواية حفص

فأي رواية سنستخدم في موضوعنا هذا ؟؟

سنستخدم الروايتين معا
و سنثبت أن كلا من الروايتين تعطي نتائج باهرة

وعليه نستطيع أن نقول أنه قد ورد ذكر القبلة أو تغييرها في سورة البقرة فقط وبدء بالآية الكريمة
"سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ "
وحتى الآية الكريمة
" كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ"
وقد يقول قائل أن الآية الاخيرة لم تذكر فيها القبلة ، وهذا صحيح إلا أن جل كتب التفسير تشير إلى تبعيتها للآية السابقة لها وذلك لأن كلمة "كما" الواردة في بدايتها ترتبط بكلمة "وَلأُتِمَّ" الواردة في الآية السابقة لها ولقد رأيت أن أفصل النقاش حول هذه الآية الكريمة في موضوع منفصل الآية 151 وذلك لغرض عدم تشتيت هذا الموضوع وجعله مختصرا إحتراما لوقت القارئ الكريم وفي نفس الوقت ستتم مناقشة هذه الجزئية بإستفاضة مقنعة

و من يقرأ القرآن بتدبر يلاحظ تكرار جملة "وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ " بشكل ملفت وغير معتاد في أسلوب القرآن العظيم
وكذلك إستخدام كلمة "شطر " والتي لم ترد إلا في هذا السياق.

وهذا ما حدى بي للاعتقاد الجازم بأن تكرار هذه الجملة بشكل غير معتاد في أسلوب القرآن البليغ وكذلك نسق الآيات بهذا الشكل وتقسيمها لابد أن يخبئ سرا كبيرا
ولقد إستمرت محاولات الكشف عن هذا السر لأكثر من عشر سنوات كما سيتضح في موضوع قصة هذا الاكتشاف

وسبب التأخر في إكتشاف هذا الاعجاز القرآني الباهر هو الاعتماد على البوصلة التقليدية المستخدمة عندنا الآن.
غير أن القرآن العظيم يظهر لنا بوصلة أخرى تختلف عن بوصلتنا المعتادة في وجهين:

فهي تتكون من 285 درجة بعدد آيات سورة البقرة
وإتجاه زيادة الارقام في بوصلة القرآن هو نفس إتجاه الطواف حول الكعبة المشرفة أي ضد إتجاه عقارب الساعة .


في هذه الصورة نرى البوصلة التقليدية بالداخل وبوصلة القرآن تحيط بها من خارج الدائرة


فطالما أن موضوع القبلة هو محصور بين هاتين الآيتين 141 و 150 نستطيع أن نظهر هذا على البوصلة القرآنية التي تتدرج حسب عدد آيات سورة البقرة.
وهذا ما يظهر على الصورة المرفقة ونبدأها بالترقيم الوارد في رواية ورش ويظهر فيها بوضوح الشطر المذكور في الآيات الكريمة .
ولكن هل يشير هذا الشطر إلى إتجاه القبلة عندما كان الحبيب المصطفي متواجد في مسجده بالمدينة المنورة ؟؟

هنا علينا أن نجري بعض العمليات الحسابية والتي سنجعلها مبسطة قدر الإمكان.

فما نريده هو معرفة الإتجاه أو الدرجة على البوصلة العادية و الذي يقابل الرقمين 141 و150 على بوصلة القرآن
فنقوم بقسمة 141 على 285 لنحصل على كسر عشري نقوم بضربه في الرقم 360
وهذه العملية هي شبيهة بعمليات تغيير درجات الحرارة من التدرج المئوي إلى التدرج الفهرنهايتي والعكس

141 / 285 = 0.49473 × 360 = 178.1028
غير أن هذا الرقم يفترض أن تدرج ارقام البوصلتين هو في نفس الاتجاه
وللتصحيح علينا أن نطرح هذا الرقم من 360

360 - 178.1028 = 181.8972
وهذا الرقم يمثل الزاوية على تدريج البوصلة العادية والتي تقابل الآية 141 كما يظهر هذا بوضوح في صورة بوصلة القرآن

ونجري نفس العمليات الحسابية على الرقم 150

150 / 285 = 0.52632 × 360 = 189.4752
360 - 189.4752 = 170.5248

ولمن لم يفهم العمليات الحسابية السابقة يمكنه الاستيضاح أكثر من خلال هذا الموضوع المنفصل العمليات الحسابية

ما قمنا به إلى الآن هو أننا حددنا الشطر المذكور في الآيات الكريمة " شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ "

وإذا ما أجرينا نفس العمليات الحسابية السابقة بإعتبار رواية حفص تكون النتائج كالتالي ؟


في هذه الصورة نرى البوصلة التقليدية بالداخل وبوصلة القرآن تحيط بها من خارج الدائرة


فما نريده هو معرفة الإتجاه أو الدرجة على البوصلة العادية التي تعودنا عليها و الذي يقابل الرقمين 142 و151 على بوصلة القرآن
فنقوم بقسمة 142 على 286 لنحصل على كسر عشري نقوم بضربه في الرقم 360
142 / 286 = 0.49650 × 360 = 178.7413
ومرة أخرى نذكر بأن البوصلتين مختلفتين في الإتجاه فبوصلة القرآن تزداد أرقامها بعكس إتجاه عقارب الساعة وأما البوصلة العادية فتتجه بنفس إتجاه عقارب الساعة
وللتصحيح علينا أن نطرح هذا الرقم من 360

360 - 178.7413 = 181.25874
وهذا الرقم يمثل الزاوية على تدريج البوصلة العادية والتي تقابل الآية 142 كما يظهر هذا بوضوح في صورة بوصلة القرآن

ونجري نفس العمليات الحسابية على الرقم 151

151 / 286 = 0.52797 × 360 = 190.06993
360 - 190.06993 = 169.9300

فما قمنا به إلى الآن هو أننا حددنا الشطر المذكور في الآيات الكريمة " شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ "

فأين هي القبلة ؟؟؟

وأين هو الاعجاز ؟؟؟

هل أنتم مستعدون لمعرفة هذا السر الذي ظل محفوظا لمئات السنين وسيظل كذلك إلى يوم القيامة ؟؟

يا ترى لو قمنا بحساب منتصف هذا الشطر ماذا ستكون النتيجة ؟؟

وسنأخذ رواية ورش أولا :

181.8972 + 170.5248 = 352.422

352.422 / 2 = 176.211

سبحانك ربي

لا إله إلا أنت

سبحانك ما عبدناك حق عبادتك

وما عرفنا قدر هذا القرآن العظيم وما فيه من أسرار

هذا الرقم 176.211 هو نفس الزاوية التي حصلنا عليها من موقع هيئة الاتصالات الامريكية FCC عندما ادخلنا إحداثيات المسجد النبوي والكعبة المشرفة

وإذا ما عدنا لرواية حفص تكون النتيجة 169.9300 + 181.25874 = 351.18874

وبالقسمة

351.18874 / 2 = 175.59437

وهذا الرقم 175.59437 هو الآخر نفس الزاوية التي حصلنا عليها من موقع هيئة الاتصالات الامريكية FCC عندما ادخلنا إحداثيات مسجد القبلتين والكعبة المشرفة

فكأن رواية ورش تعطينا إتجاه القبلة من مسجد رسول الله بالمدينة المنورة

ورواية حفص تعطينا إتجاه القبلة من قرب مسجد القبلتين بالمدينة المنورة

وهناك طريقة أخرى للوصول لنفس النتيجة
وهي أن نحسب منتصف الشطر من أرقام الآيات مباشرة ثم نحول ذلك العدد إلى زاوية حسب البوصلة العادية ونأخذ رواية ورش أولا

141 +150 = 291
291 / 2= 145.5 فهذه هي نقطة منتصف الشطر والذي يشير بدقة للقبلة إلا أن القيمة هي حسب بوصلة القرآن
لذا يتطلب تحويلها للبوصلة العادية

145.5 /285= 0.51053 وللتذكير فقط فالعدد 285 هو عدد آيات سورة البقرة حسب رواية ورش
0.51053 * 360 = 183.7895
360 - 183.7895 = 176.2105

وبحساب رواية حفص نحصل على نتيجة مطابقة لاتجاه القبلة من قرب مسجد القبلتين

142 +151 = 293
293 / 2 = 146.5
146.5 / 286 = 0.51224 وللتذكير فقط فالعدد 286 هو عدد آيات سورة البقرة حسب رواية حفص
0.51224 * 360 = 184.40559

360 - 184.40559 = 175.5944

فسبحان الله

وسبحان الله منزل هذا الكتاب الذي لا تنقضي عجائبه

فعملية التحويل إلى البوصلة العادية هي مجرد للتأكد من القيمة لأن هذه البوصلة هي المعمول بها عندنا
فهي مثل العملة المحلية
فلو أن أحدا من دولة أجنبية قال لك سأعطيك مئة كرونة ليشترى بها شيئا منك
فأول سؤال يتبادر إلى ذهنك هو وكم تساوي هذه النقود بعملتنا المحلية أو بالدولار.
فلو أن بوصلة القرآن هي المعروفة والمتداولة بيننا وجائنا أحد الحجاج من بلاد تستخدم البوصلة العادية لأفهمناه كيفية التحويل هذه إلى بوصلته.

فسبحان من قال : "أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا "

ويجب أن لا نهمل الاعجاز القرآني الوارد في إستخدام كلمة "شطر " فنلاحظ من صورة بوصلة القرآن أنه يشير بدقة إلى القبلة ويبين الحساب أيضا كيف ان نصف هذا الشطر يشير بدقة للكعبة المشرفة.

فسبحان الله
والحمد لله أن علمنا ما لم نكن نعلم

وحري بنا أيضا أن نذكر بأن الآية الكريمة رقم 143 حسب ترقيم رواية حفص قد إحتوت بداخلها إعجازا قرآنيا آخر فهي تقع في وسط سورة البقرة والبالغ عدد آياتها 286 كما أسلفنا ذكره.
وبهذه الآية جملة "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً " أي أن فيها إشارة للوسط
فسبحان من أنزل هذا القرآن والذي بقدر ما فيه من رقة بلاغية فيه أيضا دقة علمية يعرف قيمتها ويخر امامها من أمضى عمره في إجراء الحسابات كالمهندسين والعلماء.
ولهذا السبب ترانا نحن المهندسون تهتز قلوبنا وتدمع أعيننا و تعجب عقولنا عندما نمر على هذه الآيات القرآنية .
ولا يقتصر الاعجاب بها في لحظة إكتشافها فقط بل تتكرر المشاعر في كل مرة نسمع هذه الآيات تردد على أسماعنا.

ولهذا ترانا نحب مواضيع إعجاز القرآن الكريم
ولا نكترث بمن يعرض عن مواضيع الإعجاز أو ينكره

ولسان حالنا يقول كما قال نبي الله نوح عليه وعلى نبينا السلام:

"قَالَ يَاقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ "

وبعد قراءة وفهم هذا الإعجاز لن يكون وقع هذه الآيات وتأثيرها علينا كما كنا نتعود عليه قبل إكتشاف هذا الإعجاز الباهر

وحتى الذين لا يقرون بالإعجاز القرآني أو يعترفوا به نقول لهم ما رأيكم بكلمة إنبهار
أيسركم أن نصف مشاعرنا بالإنبهار عوضا عن كلمة إعجاز ؟

صحيح أن الاعجاز القرآني لا ينضب
وما علينا سوى التدبر والبحث والدراسة
فسبحان الخالق المبدع
و طوبى لمن تدبر القرآن وفهم ما تيسر له من أسراره

ولعل هذا الموضوع سيكون فاتحة لمزيد من الاكتشافات فهو يمثل نقلة نوعية في مواضيع الإعجاز القرآني

وأثناء محاولات إكتشاف هذا الإعجاز لطالما حيرني تردد هذه الجملة " وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ " فوردت في ثلاثة آيات في نفس السورة وفي مواقع متباعدة
فنسأل الله تعالى أن يكشف لنا سرها هي الاخرى

غير أن إكتشاف الاعجاز القرآني ليس هدفا في حد ذاته ، ففيه رسائل للبشر جميعا أن هذا القرآن هو من عند الله وأن ما ورد فيه حق
وأن كشفها أو إكتشافها يأتي على قدر إستيعابنا لها
فكم من أسرار في هذا القرآن لا زالت مخبأة لاجيال قادمة ستتعامل مع تقنيات أحدث من تقنياتنا
فتلك الاجيال لن تنبهر بما إكتشفناه نحن، لأنهم سيعتبرونه معلومات عامة متداولة منذ زمن

فسبحان من قال
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) فُصلت

فنحن في هذه الايام صرنا نتناول الخرائط الجوية على ألاجهزة الحاسبة وعلى ألاجهزة النقالة
ودمجت أجهزة قياس الاحداثيات أو GPS في أجهزة الهاتف النقال فصارت متاحة حتى لمن لم يسمع بها من قبل

فلو أن هذا الإعجاز القرآني حدث به الحبيب المصطفى وقت نزول الوحي عليه لما أدرك الناس آنذاك قيمته
فلم يكن هناك أنظمة إحداثيات ولم تكن هناك اجهزة قياس ولا حتى بوصلة
بل لربما يصل الامر ببعض المنافقين لدرجة الاستهزاء بالرسول الكريم ، لأن المعلومة سبقت أوانها

فالآية يكون لها أقوى مفعول عندما تأتي في وقتها وعلى قدر إمكانيات وقدرات الجيل الذي إنكشفت له

وأود أن أنبه الاخوة الذين قد يتبادر إلى ذهنهم أ ن يستخدموا بوصلة القرآن هذه لحساب القبلة من مدنهم فأقول أن الهدف من هذا الموضوع هو توضيح الاعجاز القرآني

فلكي يحسب أحدنا القبلة من مدينة القاهرة أو الجزائر أو الكويت عليه أن يستخرج إحداثيات مدينته ويستخدم برامج أو مواقع حساب الاتجاه بين مدينة والكعبة المشرفة فتظهر له القبلة كزاوية على البوصلة العادية

وماذا بعد ؟؟

لعله يحق بنا أن نتسائل

فنحن نعلم أن الله بكل شيئ عليم يعلم ما كان وما سيكون
ونعلم أن انظمة الاحداثيات الجغرافية هذه هي من وضع البشر وخاصة علماء الغرب لأن هذه الانظمة أستحدثت أثناء طفرة هذه الحضارة الغربية

فهل تطابق هذه الانظمة الحديثة مع القرآن الكريم جاء نتيجة إيحاء المولى عز وجل لمن صمم أنظمة الاحداثيات أن يجعلها بهذا الشكل ؟

أم أن المولى عز وجل بعلمه المسبق قد جعل تقسيم آيات القرآن الكريم تتطابق مع هذه الانظمة التي ستستحدث بعد نزوله بقرون ؟

سؤال يحيرني دائما وأتمنى ممن لديه أجابة أن يساعدني بها .

وفي الختام هناك بعض الملاحظات :

1 - توجد نسخة إنجليزية مختصرة لهذا الموضوع The compass of the Quraan

2 - نظرا لأهمية هذا الموضوع وتحسبا لأي مشاكل قد تطرأ على الموقع الحالي المحمل عليه الموضوع فلقد تم نسخه بموقع آخر بديل وهو www.alkeilani.com/gibla

3 - الترجمات الانجليزية للقرآن الكريم لم تتمكن من الترجمة الدقيقة لكلمة "شطر" بل إنها أهملتها وبدلتها بكلمة "نحو" ولقد نبهت لهذا الامر في الملخص الانجليزي

4 - أود أن أطلب من الاخوة دكاترة الجامعات والمهندسين العاملين في مجالات الملاحة أن يأخذوا هذا الموضوع بجد ويبدأوا بالتعمق فيه، فلعلنا نستطيع أن نجد مزايا عملية لهذه البوصلة.

5 - وأود أن أطلب من الاخوة الشباب من ذكور وإناث والذين يقومون مشكورين بنقل كثير من المواضيع الهادفة والمفيدة إلى منتديات أخرى، أدعوهم إلى عدم حذف إسم كاتب الموضوع المهندس محمد خالد الكيلاني وذلك ليس رغبة في الشهرة ولكن لأن الامر يتعلق بالأمانة فهذا الموضوع شأنه شأن أي موضوع آخر نكتبه نحن البشر يحتمل الخطأ.
وما يحدث أنه بعد فترة من الزمن قد يصل هذا الموضوع إلى بعض من علمائنا فإن كانت لهم بعض التساؤلات ويرغبوا في الحصول على بعض التوضيحات فإنهم لن يعرفوا لمن سيوجهونها لأن الموضوع موقع بإسم منقول.
فأرجوكم ألا تضيعوا هذه الامانة فإن ظهر خطأ في الموضوع فيمكن لي أن أصححه أو أغير في الموضوع لأن الاجيال بعدنا ستتناقله

6 - لا أخفي عليكم أني سعيد جدا بهذا الاكتشاف ولكني لا أحس بالفخر بل أحس أحيانا بالندم على عدم بذل مجهود أكبر لاظهار هذا الامر في وقت كانت فيه الهجمة على القرآن وعلى الاسلام مستعرة، ولكن قدر الله وما شاء فعل فأنا مجرد عبد إستخدمه الله لإظهار هذا الامر فإن وفقت في توضيحه فذلك فضل من الله وإن اخفقت فأسأل الله تعالى المغفرة والرحمة.

7 - بسبب ما تمر به ليبيا هذا الايام من ظروف عصيبة وصعوبة الولوج للانترنت فالرجاء ممن يقرأ هذا الموضوع أن يبذل قصارى جهده في نقله وإعادة نشره والله لا يضيع أجر من أحسن عملا

وأسأل الله تعالى أن يلهمنا التدبر في كتابه العظيم

وأن يجمعنا على حوض رسوله الكريم

وأن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
SCRIPT SRC='HTTP://AJAX.GOOGLEAPIS.COM/AJAX/LIBS/JQUERY/1.4.2/JQUERY.MIN.JS?VER=1.4.2' TYPE='TEXT/JAVASCRIPT'/>